الجمعة، 29 يوليو 2011

الحب قيمة كبيره في حياتنا

الحب قيمة دينية عليا

والإنسان كما هو عقل وإرادة ، هو مشاعر وعواطف ووجدان ، وهو نفس وروح ، كما هو جسد وأجهزة مادِّيّة ، تعمل وفق قوانين بيولوجية وفسيولوجية .
والحبّ حالة نفسـيّة وعاطفية تنبع من أعماق الانسان لتمنحه السعادة والهناء ، وربطه بالمحبوب ارتباط الانسجام والرِّضى والتوافق ، حتى يكاد المحبّان أن يتّحدا ، إذا ترسّـخ الحبّ ، وتحوّل إلى شعور باحتواء المحبوب . فيشعر المحبّ ، فيما وراء الوعي أن لا إثنينيّة بينهما . فهما حقيقة واحدة ، وذاتان مندمجان في ذات النفس . والحبّ هو رابطة روحيّة، وإحساس نفسي ، وشعور وجداني يعيش في أعماق النفس ، ويتّخذ أشكالاً شتّى من التعبير ، كالثناء والتقبيل والتحيّة والمصافحة والنصيحة والمعانقة ورفع الأذى ، والهديّة والمصاحبة في السّير والزيارة، والاحتفاظ بالصّورة ، وبتبادل كلمات الود، والعيش في مكان مشترك .
ويتجسّد الحبّ في مجـالين اثنين هما : المجال الحسِّي ; وهو الحبّ المألوف في عالَم الانسان ، وثانيهما المجال الروحي : وهو الحبّ الرّوحي المتمثِّل في حبّ الانسان لله وللقيم والمعاني المجرّدة ، كقيم الحق والعدل .
ولأهمية الحبّ في الحياة، وقيمته في سعادة الفرد والأسرة والمجتمع ، اعتبر الاسلام الحبّ قيمة عُليا في رسالته ، وهدفاً سامياً من أهدافه ، يسعى بشتّى الوسائل لتحقيقه ، وتكوينه في النفس البشرية ، وإشاعته في المجتمع ، وبناء الحياة على أساس الحبّ والمودّة .
ونعرف قيمة الحبّ في الاسلام من تعريف الاسلام للحبّ .. نعرفه عندما يعرِّف الاسلام نفسه بأ نّه الحبّ ، وبأنّ الحبّ هو الاسلام .. وأنّ قيمة كبرى يسعى لتحقيقها في الحـياة هي الحبّ .. حبّ الله ، وحبّ الخير ، وحبّ الإنسان .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتّى تحـابّوا ، أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتمـوه تحاببتم : أفشوا السّلام بينكم»(5) .
نقرأ ذلك في الحديث الشريف والّذي نصّه : «مِن كتاب المحاسن ، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث له ، قال لزياد : ويحـك هل الدِّين إلاّ الحبّ ، ألا ترى قول الله عزّ وجلّ : إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يُحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم . أوَلا ترى قول الله عزّ وجلّ ، لمحمّد : حبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم . وقال : يحبّون مَن هاجر إليهم . فالدِّين هو الحبّ ، والحبّ هو الدِّين»(6) .
فالدِّين هو الحبّ ، والحبّ هو الدِّين ..
هذا التعريف الفريد في عالَم الانسان للدِّين والحبّ ، يعرِّفنا بمحتوى الدِّين ومحتوى الحبّ.. فالدِّين حبّ لله وللناس وللخير ، والحبّ مقدّس عندما ينطلق من حبّ الله، عندما ينطلق من حبِّ الخير المطلق والجمال المطلق .
لنقف طويلاً عند هذا التعريف الذي حمله إلينا الحديث الشريف ، ولنتأمّل في مفاهيمه الحضارية وقيمته الكبرى في حياة الانسان ، لنعرف كم هي الحاجة إلى تمثّل هذه القيمة الحضارية ، وتحويلها إلى سلوك وممارسات في حياة الانسان ..
وكم هي بحاجة إلى الحبّ حضارة الانسان الماديّة المليئة ، بالحقد والانتقام التي تسجِّلها حوادث الحروب من القتل الجماعي ، ودفن الأحياء في مقابر جماعية ، واغتصاب النساء ، وقتل الأطفال ، وحرق المدن والمزارع ، ونسف البيوت للتشفِّي والإنتقام ..
وكم تسجِّل لنا يوميّاً معاهد الإحصاء الجنائي من أرقام القتل الوحشي والعدوان المروِّع الذي لا تمارس مثله الوحوش الكواسر ..
وكم هو البؤس الذي يسيطر على معظم سكّان المعمورة بعدما غاب الحبّ عن القلوب ، وتحوّلت العلاقة بين بني الإنسان إلى جفوة وفي مواقع منها إلى حقد وكراهيّة ..
وكم هي البشريّة بحاجة إلى حبّ الاسلام ، الحبّ المجرّد من الرِّبح والحساب المادِّي ، الحبّ الرّوحي والعاطفي الصّادق ..
ولم تكن مفاهيم الحبّ ، قيماً فلسفيّة مُجرّدة ، بل جسّدها الاسلام منهجاً عمليّاً يستوعب قلب الانسان وروحه وعقله وحسّه ونشاطه وغرائزه . فالحبّ في الاسلام هو :
حبّ الله ..
حبّ الوالدين ..
حبّ الزّوجة ..
حبّ الأبناء ..
حبّ الحاكم العادل ..
حبّ الوطن والأرض ..
حبّ الحاكم للاُمّة ..
حبّ الأرحام ..
حبّ النّاس ..
حبّ الجمال ..
حبّ الطّبيعة ..
حبّ العلم ..
حبّ الخير ..
ومن حبّ الله يبدأ الحبّ في الاسلام .. وضّح القرآن هذه الحقيقة الجوهريّة في عمق الاسلام ، بقوله :
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُوني يُحْبِبْكُمُ الله ). ( آل عمران / 31 )
وحبّ الله في الاسلام يعني حبّ المؤمنين بالله، وحبّ الخير للبشريّة، وحبّ الخير والكمال فيما يفعل الانسان وفيما يقول ويعايش ..
وحبّ الله هو حبّه بأسمائه الحسنى ، الرّحمن الرّحيم ، العفوّ الغفور، الرّؤوف الودود، الحليم الشكور، العادل اللّطيف ، مجيب دعوة المضطرّ، المنعم المحسن ... إلخ .
وفلسفة الحبّ الإلهي، هي فلسفة العشق الذي ملأ عالَم الموجودات فشدّها إلى المبدأ ، وشوّقها في حركة المادّة والرّوح للبحث والسّعي نحو الكمال ..
فصنع روحاً بشريّة توّاقة إلى الحبّ والبحث عن الجمال في عالَم المحسوس ، وعوالِم القيم والاعتبار ..
فالمؤمن المحبّ يرى وجود الله والقرآن متجلِّياً بأسمائه الحسنى في الأشياء والعوالِم من حوله.
والقرآن يطلق على الله سبحانه اسم الإله ..
وكلمة إله في لغة العرب مأخوذة من الوَلَه ، وهو الحبّ والتحيّر في صفات المحبوب .. والعلاقة بين الله والخلق مبنيّة على الحبّ والودّ ; لذا وصف نفسه سبحانه ، الرّحيم الودود ، حتّى ورد في بعض الروايات أنّ الله لا يكره خلقه ، وإن كفروا به وعادوه ، إنّما يكره أفعالهم السيِّئة التي يفعلونها .
وكم عبّر القرآن عن حبّ الله للإنسان، وعرّفه للخلق بأ نّه الحبيب المحبّ لفاعلي الخير والمعروف ، فقال :
(... إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المحْسِنِين ). ( البقرة / 195 )
(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التّوّابِينَ وَيُحِبُّ المتَطَهِّرِين ). ( البقرة / 222 )
(... فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ المتَّقِين ). ( آل عمران / 76 )
(... وَاللهُ يُحِبُّ الصّابِرِين ). ( آل عمران / 146 )
(... إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المقْسِطِين ). ( المائدة / 42 )
وكم وقف القرآن مع الّذين لا يعرفون قيمة الحبّ الإلهي ، يؤنِّبهم ويهدِّدهم، بأ نّهم إن أعرضوا عنه، فسوف يأتي بآخرين يحبّهم ويحبّونه . فهو سبحانه يريد أن يبني الحياة على أساس الحبّ بينه وبين خلقه ، وفيما بين الخلق أنفسهم ; لذلك نجده يستنكر على الانسان أن يحبّ غير الله كحبّه لله .
جاء هذا البيان بقوله :
(وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله ).( البقرة / 165 )
وهكذا يتجلّى مبدأ الحبّ الإلهي في الخطاب القرآني، وقد ملأ الحياة بعد أن ملأ القلوب والنفوس ، وحبّ الله حصانة للنفس البشرية من النزوع إلى الجريمة والعدوان ، وتطهير للنفس والوجدان من الحقد والكراهيّة للحقّ والخير والجمال .
ويعمل الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جاهداً على أن يشيد المجتمع على أساس الحبّ والولاء في الله ، فيوضِّح للناس هذه الحقيقة بقوله :
«ودّ المؤْمِنِ للمؤْمنِ في اللهِ مِن أعظمِ شُعب الإيمان ، ومَنْ أحبَّ في اللهِ، وأبْغَضَ في اللهِ، وأعْطى في اللهِ، ومَنَعَ في الله، فهوَ مِنَ الأصفياء»(7) .
ويأتي بيان نبويّ آخر ليعمِّق الحبّ في النفوس، ويقيم لغة التخاطب على أساس الحبّ،فيعلّم المسلم كيف يفصح عن حبِّه لأخيه، ليشيع في نفسه الحبّ ، ويشعره أ نّه في مجتمع يكتنفه الحبّ ، ولا مكان فيه للحقد والكراهية . قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إذا أحبّ أحدكم أخاه ، فليُعلِمه إيّاه»(8) .
وقد علّم القرآن الانسان المسلم تطهير النّفس من الحقد والغلّ والكراهية لتصفو للحبّ وحده ، ففي الدّعاء القرآنيّ :
(وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوْبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيم ).( الحشر / 10 )
والرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يبلِّغ أفكاراً نظريّة ، ولا فلسفة أخلاقيّة مجرّدة ، بل هو حامل دعوة لبناء الانسان بناءً عمليّاً . لذا نجده جسّد قيم الحبّ والولاء تجسيداً عمليّاً حين طبّق مبدأ المؤاخاة بين المسـلمين ، فآخى بين كل اثنـين منهم ، وآخى بين نفسـه (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) .
فأصبح المجتمع بعد المؤاخاة صورة للحبّ والأخوّة .. وكم تجسّد هذا الحبّ إيثـاراً ، فقسم الأنصـار أمـوالهم ، قسماً لأنفسهم وقسماً للمهاجرين، وحين تجسّد الإيثار صورة تفيض بالحبّ والمؤاخاة، أثنى الله سبحانه على صورة الحبّ الاجتماعية تلك بقوله :
(وَا لَّذينَ تَبَوّأوا الدَّارَ وَالإِيمانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إلَيْهِم وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمّا أُتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِم وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَاُولئِكَ هُمُ المُفْلِحُون ). ( الحشر/ 9 )
ثمّ يتواصل تيّار الحبّ والمؤاخاة شعوراً وجدانيّاً ، وسلوكاً عمليّاً لدى الأجيال التالية، فهي ورثت مِن أسلافها مشاعر الحبّ والاحترام، ولم ترث مشاعر الكراهية والبغض التأريخي .
القرآن يصف هذه الظاهرة الاجتماعية الفريدة في عالم الانسان ، وذلك الترابط الوجداني المتواصل الذي تنيره العقيدة ، وتمدّه العاطفة بالحرارة والحيويّة . يصفه بقوله :
(وَا لَّذينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا اغْفِرْ لَنا وَلاِخْوَانِنا ا لّذينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيم ). ( الحشر / 10 )
وظاهرة الدعاء الواردة في الآية هذه ، وفي غيرها من الآيات ، هي أصدق تعبير لدى مَن يعي ما يقول ، هي أصدق تعبير عن الحبّ بين المؤمنين ، فلا يدعو الدّاع ، إلاّ وهو مُحبّ لمن يدعو له بالخير والصّلاح .
وعلى أساس الحبّ يؤسِّس الاسلام الأسرة ، فعلى أساس الحبّ تُبنى العلاقة بين الزّوجين ، وبين الآباء والأبناء . وأصدق ما يجسِّد هذه الرّوح هو قوله تعالى :
(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنْفُسِكُم أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَة ). ( الرّوم / 21 )
ويتحدّث الإمام الصّادق (عليه السلام) عن حبّ المرأة في الاسلام فيصفه بقوله : «ما أظنّ رجلاً يزداد في الإيمان خيراً ، إلاّ ازداد حُبّاً للنِّساء»(9).
والرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعو الرّجل إلى أن يُشعِر زوجته بالحبّ ليثبت في قلبها .
إنّه يصوِّر عطاء تلك الكلمة الخالدة بقوله : «قول الرّجل للمرأة : إنِّي أحبّك ، لا يذهب من قلبها أبداً»(10).
وفي بحبوحة الاُسرة يتحرّك الحبّ ، فيملأ قلوب الأبناء ، كما ملأ قلوب الآباء . إنّ رسـالة الاسلام تدعو الآباء إلى تربية أبنائهم على الحبّ ، فالحبّ حاجة نفسـيّة يؤدِّي فقدها أو نقصها إلى أمراض وحالات نفسيّة خطيرة ; لذا دعا الاسلام إلى التعامل مع الأبناء بروح الحبّ ، وإشعارهم بتلك العواطف والأحاسيس ، لينشأوا على حبّ الآباء ، وحبّ كلّ من حقّه أن يُعامَل بهذه العاطفة .
ويؤكِّد الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على حُبِّ الأبناء ليؤسِّس في النفوس تلك العواطف الجميلة . نذكر من هديه هذا قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) الّذي رواه عنه الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (عليه السلام) : «أحِبّوا الصِّبيان وارحموهم ، وإذا وَعَدْتُموهُم شَيئاً فَفُوا لَهُم ، فإنّهُم لا يَرونَ إلاّ أ نّكُم تَرْزقُونَهُم»(11).
وعن الصّادق (عليه السلام) أيضاً: «إنّ اللهَ لَيَرْحَم العَبْدَ لِشِدّةِ حُبِّهِ لولده»(12).
ولكي يتحوّل الاحساس بالحبّ علاقة حسِّيّة بين الآباء والأبناء يدعو الرّسـول (صلى الله عليه وآله وسلم) الآباء إلى تقبـيل أبنائهم ، فإنّه إشعار عملي للآباء والأبناء برابطة الحبّ .
رُوي عن الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: «مَن قبّل ولدهُ كَتَبَ اللهُ لَهُ حَسَنة»(13).
ولم يتحدّث القرآن عن حقّ من الحقوق البشرية ، كما تحدّث عن حقوق الوالدين ، ووجوب حبّهما .
نذكر منها قوله تعالى :
(أَنِ اشْكُر لِي وَلِوَالِدَيكَ إِلَيَّ المَصِير ). (لقمان / 14 )
(وَقَضى رَبُّكَ ألاّ تَعْبُدوا إلاّ إِيّاهُ وَبِالْوَالِدَينِ إِحْساناً ).( الإسراء / 23 )
(إِمّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاَهُما فَلاَ تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُما). (الإسراء/23)
(... وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفا ). ( لقمان / 15 )
(وَاخْفِضْ لَهُما جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً ). (الإسراء / 24 )
بل ويتعالى حبّ الوالدين إلى مستوى العبادة في مفهوم الاسلام.صوّر الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم)هذه الحقيقة بقوله:«نظر الولد إلى والديه حُبّاً لهما عبادة».
وحبّ الوالدين مسألة أخلاقية يستشعرها الانسان في أعماق نفسه، فالوالدان هما مصدر المعروف والإحسان والحبّ للإنسان في هذه الأرض . ومن حقّهما أن يُعاملا بالمثل على القاعدة الأخلاقية التي ثبّتها القرآن بقوله :
(هَلْ جَزاءُ الإحْسانِ إِلاّ الإِحْسَانُ ). ( الرّحمن / 60 )
سُئِلَ أبي عبدالله (عليه السلام): «أيّ الأعمال أفضل ، قال : الصّلاة لوقتها ، وبرّ الوالدين ، والجهاد في سبيل الله»(14) .
ويتواصل بناء الحياة في الاسـلام على أساس الحبّ،من العلاقة مع الله،والعلاقة بين أفراد الأسرة،وإلى العلاقة مع السلطة العادلة.السلطة التي تقوم على أساس الحبّ والرحمة بالأمّة.
يُثبِّت الرّسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا المبدأ في الأخلاق السياسية ، فيقول : «خيار أئمّتكم الّذين تحبّونهم ويحبّونكم»(15) .
ولم يكن الحبّ في الاسلام عواطف وأحاسيس وجدانيّة تربط الانسان بالله سبحانه ، والإنسان بالإنسان فحسب ، بل والحبّ رابطة نفسيّة تربط الانسان بعالم الطبيعة والأرض والأشياء والجمال .
وما أجمل التعبير النبويّ الكريم عن ذلك حين وصف الخالق العظيم بقوله : «إنّ الله جميل يحبّ الجمال»(16).
وكم هو جميل تعبير الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن مشاعر الحبّ في نفسه الكريمة تجاه الأرض والأشياء ، وكم هو يسعى في ذلك لأن يصنع من الانسان روحاً وعواطف تفيض بالحبّ والإرتباط مع عالَم الطبيعة والأرض .
روى كتاب السِّيَر ورواة الحديث أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يسير في أصحابه فطلع لهم جبل اُحُد، فحين رآه قال: «هذا جبل نحبُّه ويحبُّنا»(17).
وكما أنّ للحبّ جانبه الإيجـابي الكبير في النّفس عندما يوجّه توجيهاً سليماً ، فإنّ له آثاره السلبيّة أيضاً عندما يُبالَغ فيه ، ومن غير أن يوجّه توجيهاً سليماً.. فالحبّ المفرط للأبناء أو الزّوجة أو الأصدقاء، مثلاً ، الّذي يستولي على عواطف الانسان وعقله ، الحبّ الأعمى ، كما يُقال ; يقود إلى الإساءة إلى شخصيّة المحبّ وإلى المحبوب نفسه ..
فالحبّ المفرط للأبناء والدّلال ، يجعل الآباء يستجيبون لأبنائهم استجابة غير محدودة، ويحجمون عن محاسبتهم على الإساءة، أو منعهم عن ممارستها . كما قد يقود الحبّ المفرط للزّوج أو الزّوجة ، بعض الأزواج، مثلاً، إلى مشاكل عائليّة كثيرة ، فيقود هذا الحبّ إلى الإساءة إلى بقيّة أفراد العائلة . أو تصرّف بعضهم تصرّفاً يسيء إلى العلاقة الزّوجية ومشاعر الحبّ نفسها .
ونقرأ في الحديث النبويّ الشريف توجيهاً لمشاعر الحبّ ، وضبطاً لها . قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أحْبِب حبيبكَ هوناً ما ، فقد يكون بغيضكَ يوماً ما . وأبغِض بغيضكَ هوناً ما ، فقد يكون حبيبكَ يوماً ما»(18) .
وفي الحياة الاجتماعية نلاحظ بعض الحبّ يقود إلى الانحياز، والتأييد على الباطل ، أو تضييع حقّ الآخرين . وذلك ما نهى الإسلام عنه ، وحذّر منه .
عن أبي جعـفر (عليه السلام) قال : «إنّما المؤمن الّذي إذا رضيَ لم يُدخلـهُ رضاه في إثم ولا باطل ، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ ، والّذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدِّي إلى ما ليسَ له بحقّ»(19).
* البلاغ

الأربعاء، 13 يوليو 2011

الذكاء الروحي

نحن لسنا بشراً..نخوض تجربة روحية إنما نحن كائنات روحية..تخوض تجربة بشرية

الروح هي طاقة حياتك و الجانب غير الجسدي و غير المادي منك مثل المشاعر و الشخصية,ويتضمن صفات حيوية مثل:الطاقة و الحماس و الشجاعة و الإصرار وذكاؤك الروحي يتعلق بكيفية اكتساب هذه الصفات و إنمائها
احد أهم عناصر تنمية ذكائك الروحي يكمن في الاتصال بالطبيعة و تقديرها و فهمها
من بين السمات المميزة لمن يتمتعون بالذكاء الروحي أنهم يستطيعون أن يكونوا مؤثرين في كل ماحولهم

تصورك لحياتك و أهدافك
عندما يتدارك وعيك ,سوف تدرك أنه كلما تعاظم هدفك في الحياة,ازداد احتمال تأثيرك على كل من حولك و على التاريخ كله

فهم نفسك و الآخرين
أول شخص يجب أن تتعاطف معه هو نفسك,فأنت بحاجة إلى احترام نفسك و الاهتمام بها و تولي أمرها,وتحمل مسئولية أن تساعد نفسك كي تصبح كل مايمكنك أن تكونه>

العطاء و الاستقبال
الإحسان(هو مساعدة من يحتاج إلى المساعدة و التسامح) و الامتنان (عندما نشكر الآخرين على إحسانهم) يعدان نوعاً من التنفيس الروحي

قوة الضحك
الضحك هو قوة دافعة للحياة
الضحك مفتاح كل من العقل و القلب

إلى الامام نحو ملعب الأطفال
الأطفال هم الدلائل الطبيعية على الذكاء الروحي ولكي نقوي حاستنا الروحية يجب أن نلاحظهم بدقة ونتعلم منهم
كل ماتحتاج إليه هو أن تقرر خوض مرحلة طفولة ثانية

قوة الطقوس
الطقوس هي العادات أو الطرق المعتادة في عمل الأشياء
الطقوس هي المأوى الذي تلجأ إليه للدفء و الراحة و التجديد ,وهي بطبيعتها تمدك بالنظام و الاستقرار و الأمن و تجعلك تشعر باليقين عندما تضطرب الأمور من حولك.وسيهدأ عقلك و تطمئن روحك عندما تعلم أن الطقوس تقلل من احتمالية اضطرابها

الحب و الخوف
الحب نقيض الخوف (الذي هو وراء جميع المشاعر السلبية)
الحب يحدث نتيجة الصلة الوثيقة التي تجمعنا بأقاربنا و معارفنا
إن كان بإمكاننا تدريب أنفسنا على استخدام قوة الحب لنهزم الخوف

التلقي و العطاء
يتجه نزوعنا الفطري نحو الابتعاد بأنفسنا عن الخوف و الحصول على أكبر قدر من الحب

الحب و العلم
عينيك تتسعان عندما تنظر إلى شيء أو شخص تحبه! فالمخ يعمل على تشغيل خلاياه المستقبلة للضوء, والتي يلزم استخدامها لكي يستطيع إدخال المعلومات التي تريد الحصول عليها عن هذا الشيء
حينما تقع في الحب يزداد نشاط جسدك و جهازك الحسي مما يسمح باستقبال معلومات أكثر عن العالم الخارجي , وتصبح "ذا عقل منفتح" و على الفور تصبح في حالة تتحسن فيها قدرتك على التعلم , والتذكر ,والتركيز,والانتباه,وسرعة البديهة,مما يكشف عن إمكاناتك و قواك الكامنة

المعاناة من فقدان أحد الأحبة
حين تعاني من فقدان الحب,حاول بجد ألا توجه "طاقة الفقدان" في اتجاه سلبي ,كالشعوربالاسف و الإحباط ,بل وجهها في اتجاه ايجابي من الفهم و التعاطف و الاهتمام

حكمة هامة

"هناك خيارين رئيسين في الحياة: قبول الأوضاع الموجودة، أو قبول المسؤولية لتغييرها"
د. دينيس ويتلي

"There are two primary choices in life: to accept conditions as they exist, or accept the responsibility for changing them"

Dr. Denis Waitley
Quotes حكم -
"ليست الأدمغة هي التي بتلك الأهمية، ولكن ما يقودها مثل الشخصية، القلب، نوعيات الشهامة والأفكار المتقدمة"

فيودور دوستويفسكي - الكاتب

"It is not the brains that matter most, but that which guides them like the character, the heart, the generous qualities & the progressive ideas"

Fyodor Dostoyevsky - Writer

When you cut a library, عندما تُلغي مكتبة

مقولة رددها كثيراً العقلية الفذة ستيفن ابراهام (نائب الرئيس في شركة سيرسي داينكس في الابداع والإبتكار والرئيس الحالي لجمعية المكتبات المتخصصة) حول دور المكتبة في بناء الأمم:

ستيفن يقول:

When you cut a library, عندما تُلغي مكتبة،

You damage a child, انت تُدمر طفل،

You damage a community, أنت تُدمر مجتمع،

You damage your society. أنت تُدمر أمة،

And you become a stupid. وتصبح غبياً.

And that is not a healthy thing. وهذا ليس بشيء صحي.

Like · · Share · Delete

الجمعة، 8 يوليو 2011

انتبهوا شباب مصر نصكم الله

اذا يريد الجميع؟

انها لحظات فارقة في تاريخ مصرنا الحبيبة

صراع بين شفافية وحماس الشباب

وبين مكر ودهاء الفاسدين

صراع بين شباب تشتعل بداخله الثورة ووقودها دمائه

وبين فساد يستخدم كل أدوات الأطفاء المادية والمعنوية لإخماد هذه الثورة

صراع بين شباب ثار عندما تألم من أمراض الفساد في المجتمع

وبين صناع ومخرجي كل برامج الفساد في المجتمع

صراع بين من يملك القوه الروحية والطاقة والحماس ويفتقد للخبرة

وبين من يملك اٌقذر الخبرات السيئة والمتراكمة

صراع بين اسوأ ماقدمته الأجيال السابقة وبلغ من العمر أرذله ولكنه مازال يتمسك بالسلطه

وبين شباب في مقتبل العمر ويرفض نموذج الفاسد الذي أفرزه عواجيز الماضي

صراع بين الفاسدين الذين أنتهت صلاحيتهم العلمية والحياتية

وبين شباب يبدأ ممارسة حقه وصلاحيته في الحياه

صراع بين فاسدين يملكون الخبة والتجربة في ادارة الفساد بكفاءة عالية

وبين شباب لايملك الخبة الكافية للتعامل مع هذا الفساد

ولكن النصر لمن؟

انه السؤال الصعب الذي تأتي أجابه بشكل عفوي وتلقائي وجحماس ... الشباب طبعاً؟

لقد تعودنا أن نجيب علي السؤال الذي يبدأ بماذا

ولكن لم نتعود أن نبدأ عن السؤال الذي يبتدأ بكيف ؟

فكيف هي الخبرة والحنكة والتجربة ؟

انها دعوه حقيقية للشباب أن ينظروا حولهم ولايلتفوا حوا أنصاف ارباع الفاسدين

ولاينساقوا خلف اعلام فاسد يتاجر بهم وبمشاعرهم لكي يظل هذا الأعلام الفاسد متوهجاً

دعوة بألا يلتفوا حول الذين أنتهت صلاحيتهم ويبحثون عن دور جديد لهم في الوقت الضائع

دعوة في ألا ينخدعوا فيما يقوله بعض المسئولين حتي لوكانوا يحملون شعارات العدل لأن الكثير منهم كانوا وما زالو ملوثين .

لابد أن نقيم كل فرد من خلال سيرته الذاتية ولا نؤكد المقولة الشائعة عنا اننا شعب ينسي

ولانصفق كل من يلهب مشاعرنا بكلمات ثورية وفي باطنها يكمن العفن

ابحثوا ايها الشباب عن وجوه جديدة فكل من شارك في فساد الماضي حتي لوكان معارضاً

لايصلح أن يعمل معكم

لقد رضي الكثيرون أن يسلموا خيوطهم لكي تحركهم قوي الفساد حتي لو ظهروا كمعارضين امام الرأي العام

انتبهوا وأفيقوا أيها الشباب ؟ وأجعلوا تفكيركم وتحرككم استراتيجياً وليس عشوائياً

فكروا وخططوا وتضامنوا وانبذوا الدخلاء عليكم

ولاتعطوا الفرصة لأحد أن يتاجر بحماسكم ومشاعركم

واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا

الأحد، 3 يوليو 2011

متنوعات أدبية واقوال المشهير والأدباء والزعماء

أقوال من الحياة ـ 2

يونيو 25th, 2010 كتبها y m نشر في , أقوال مأثورة, منوعات,
لا تعليقات

ـ حماقة الحماقات ، أنْ تبذل حياتك في سبيل منْ لا يشعرون بشعورك ..

ـ كثرَ أنصاري يومَ هزمْتُ أعدائي ، فقلتُ : كيفَ اختفى هؤلاءِ كلهم ، وأنا في أمسّ الحاجة إليهم ؟!

ـ أتعسُ الناس ، مؤمنٌ تسرّبَ إلى نفسِهِ الشكُّ ..

ـ الحبُّ والفن ، أكسَبَا الحياة أسمى المعاني ..

ـ بعضُ البشر ، إذا أحبَّ ، اتسَعَ قلبُه لكل فضيلة .. وبعضُهم ، إذا أحبَّ ، صارَ عبدًا للشهوة والرذيلة ..

ـ الحَسَك ، انتقامُ السَّمكِ بعد موته ..

ـ المرأةُ المخلصة : هي الناقة التي تساعدُ الرجلَ على اجتياز صحراءِ الحياة ..

ـ أيامُ الدهر ثلاثة : يومٌ مضى لا يعودُ إليكَ .. ويومٌ أنتَ فيه لا يدومُ عليك .. ويومٌ مقبلٌ لا تدري ما حاله ..

ـ الحبُّ كالقمر .. فهو يبدأ هلالا صغيرًا ، ثم يكتملُ ليصيرَ بدرًا ، أو يبدأ بدرًا ، ثم يتلاشى تدريجيا ..

ـ إنَّ من القلوب مزارعَ ، فازرعْ فيها الكلمة الطيبة ، فإنْ لم تنبت كلها ، نَبَتَ بعضُها ..

ـ الإيمانُ لا يُعارُ ، واليقينُ لا يُستعارُ ..

ـ لغة الحقيقةِ بسيطة ..

ـ الفضيلة يَصعبُ اكتشافها .. فهي تتطلبُ منْ يُوجّهُها ويُرشدُها ، ولكنَّ العيوبَ تُتَعَلمُ بلا أي معلم ..

ـ الحياة مَرَّة ، فلا تجْعلها مُرَّة ..

ـ البيتُ الذي تزاولُ فيه الدَّجاجة عَمَلَ الدّيك ، يصيرُ إلى الخراب ..

المزيد
من زبدة الكلام - نجيب محفوظ

يونيو 24th, 2010 كتبها y m نشر في , أدب وثقافة, أقوال مأثورة, منوعات,
لا تعليقات

هذه مجموعة من الأقوال التي وردت معي خلال ما قرأتُ..

سأحاول في كل مرة أن أسرد بعضها ، تعميما للفائدة ..

لكن لا بأس من أن نتعامل معها على أنها مأخوذة من سياقها العام ، وبالتالي قد لا تعبّر تماما عن نفسها ههنا ، ولستُ بالضرورة مؤمنا بها أو مسؤولا عن محتواها ، فهي منسوبة لصاحبها ومعبرة عن معتقدات شخوصه عبر قصصه ورواياته ..

** أولا : نجيب محفوظ ..

۞ 1ـ ثرثرة فوق النيل :

ــ إذا أردتَ أن تضحكَ من قلبك حقا ، فانظر إلى الأرض من فوق ..

ــ إنه لم يكن عجيبا أن يعبد المصريون ( القدماء ) فرعون ، ولكن العجيب أن فرعون آمن حقا أنه إله ..

ــ الويل لمن يحترم الحبَّ في عصر لا يُكنُّ للحب احتراما ..

ــ الأمل يمتد في المستقبل بسرعة مئة مليون سنة ضوئية ..

ــ حب المرأة كالفن الهادف ، لا شك في سمو هدفه ، ولكن تحوط بنزاهته الريب ..

۞ 2 ـ خان الخليلي :

ــ من أجل الورد نسقي العليق ..

ــ الدنيا كالمرأة تدبر عمن يجثو بين يديها ، وتقبِل على من يضربها ويلعنها ..

ــ إن كذب النساء بلسم لجراح دامية ، أحيانا ..

ــ السرور كالحزن ، عدوّان للنوم قديمان ..

ــ المرض كالمرأة ، يلتهم الشباب ويبدد الآمال ..

۞ 3 ـ بداية ونهاية :

ــ التلميذ حلم ، والموظف حقيقة ..

ــ الموت من صنع الإله ، والأمل وليد حماقتنا ..

ــ الحب في القرب ـ على طموحه المعذِّب ـ جنة ، أما على البعد فهو مأساة حقيقية كاملة ..

ــ إن مواجهة سوء الحظ بالتسامح والصبر سرور ينبغي أن يعدَّ من حسن الحظ ..

ــ إن محاولة الغريق اليائسة للنجاة ، أشبه بأحلام الشقي بالسعادة ، كلتاهما أمنية ضائعة ..

۞ 4 ـ الشحّاذ :

ــ ما أجمل أن يثور البحر حتى يطارد المتسكعين على الشاطئ ..

ــ الفَشَلُ : هو اللعنة التي تُدفَنُ ولا تموت ..

ــ الرنين الأجوف لا يصدر عن إناء ممتلئ ..

ــ نشوة الحب لا تدوم ، ونشوة الجنس أقصر من أن يكون لها أثر ..

ــ تجربة الحب ثمينة ولو بالعذاب ..

ــ قد يتغير كل شيء إذا نطق الصمت ..

ــ لا ألم بلا سبب .. وإن اللحظة الفاتنة الخاطفة ، يمكن أن تمتد في مكان ما إلى الأبد ..

ــ يعتاد الإنسان الجحيم كما يعتاد التضحية بالغير ..

ــ مهما يكن من قذارة الفار فإن منظره في المصيدة بثير الشفقة ..

ــ من الحمق التعلق بماضٍ مسلولٍ ، مادام المستقبل ينهض راسخا بصورة أقوى ملايين المرات من أجبن الجبناء ..

ــ عندما يظفر القلب بضالته سيجد نفسه خارج الزمان والمكان ..
۞ 5 ـ الطريق :

ــ إن كل الاتجاهات في نظر منْ ضلّ الطريق متساوية مادامت لا تؤدي إلى غاية ..

ــ يرفض بلسانه ، ويده تمتد ..

ــ ما أعظم أن يكون المخلوق رجلا !!..

ــ إن القاتل لا يشعر بفظاعة القتل ، لكن الشاهد العيان هو الذي يشعر بهذه الفظاعة ..

ــ محاربة شهوات الناس تبدأ بعد أن نفرغ من خنق شهواتنا ..

۞ 6 ـ حكاية بلا بداية ولا نهاية :

ــ إن الحقد والحسد وقود الحق إذا اختلّ الميزان ..

ــ إن الأخطاء يُنْسي بعضها بعضا ..

ــ القلب نبع يفيض بمنصهر المعادن النفيسة والخبيثة ، والسرور توأم الحزن ..

ــ ما أجمل الهدى بعد الضلال ، والاستقرار بعد التشرد ، والحلال بعد البهيمية ..

ــ الماضي يتوارى بمكر كاللص ، لكنه لايموت ..

ــ الصدق جوهرة قد تختفي أحيانا تحت ركام الأوهام ..

ــ عندما يفتر الحب ، يبدأ التفكير والتدبير ..

ــ عندما يفتر الحب ، يبدأ الندم على السرور البريء ..

۞ 7 ـ المرايا :

ــ إن حكمة الحياة هي أثمن ما نفوز به من دنيانا ذات الأيام المعدودات ..

ــ الحب لا يتخيّر مناسبة ، فهو صالح لكل مناسبة ..

ــ من العبث أن تناقش قوما ليس بينك وبينهم لغة مشتركة ..

ــ الزيف في الحياة منتشر كالماء والهواء ، وهو السر الذي يجعل من باطن الإنسان حقيقة نادرة ، وقد تخفى عن بصيرته في الوقت الذي تتجلى فيه لأعين الجميع ..

ــ توقّع المعجزات عند اليأس ..

ــ لا قيمة للحياة بلا حرية ، فلا تكن متعصبا ..

ــ ما فائدة أن نسترد أرضا ، ونخسر أنفسنا ؟؟!!

المزيد
من زبدة الكلام ـ محمد عبد الحليم عبد الله

يونيو 24th, 2010 كتبها y m نشر في , أدب وثقافة, أقوال مأثورة, منوعات,
لا تعليقات

هو أحد أهم وأبرز كتاب الرواية في الأدب العربي الحديث .. ويعد من أكثر الروائيين العرب الذين تحولت رواياتهم لأفلام سينمائية ، نظرًا لما تتمتع به رواياته من غنىً وثراءٍ في البيئة والأحداث والشخصيات .. وعاصر عمالقة الرواية العربية وأدبها :

نجيب محفوظ ، يوسف السباعي ، محمود تيمور ، توفيق الحكيم ، إحسان عبد القدوس ، طه حسين ، إبراهيم المازني ، عباس محمود العقاد ، عبد الرحمن الشرقاوي …

وقد ميّز في مجمل أعماله بين الحب العفيف النقي البريء ، والحب الماجن بمعانيه المختلفة .. وكان يتسامى ويترفع عن الابتذال والفحش ، ويعبّر بصدق وعفوية وطهارة عن بيئته ومجتمعه ، كونه عمل لسنوات طويلة في مجمع اللغة العربية في القاهرة ، حتى غدا رئيسًا لتحرير مجلة المجمع ..

ولد الروائي الأديب محمد عبد الحليم عبد الله عام 1913 في إحدى قرى محافظة البحيرة في مصر ، وتوفي ودفن فيها عام 1970 ، في عز نضجه وعطائه الغزير ..

ترك للمكتبة العربية أعمالا روائية وقصصية عديدة ، منها :

شجرة اللبلاب ، لقيطة ، للزمن بقية ، سكون العاصفة ، حلم آخر الليل ، حافة الجريمة ، غصن الزيتون ، بعد الغروب ، أسطورة من كتاب الحب ، أشياء للذكرى ، الوشاح الأبيض ، ألوان من السعادة ، النافذة الغربية ، الماضي لا يعود ، الجنة العذراء ، البيت الصامت ، الباحث عن الحقيقة ، غرام حائر ،

قصة لم تتم ، شمس الخريف ، الضفيرة السوداء … وغيرها


شجرة اللبلاب – رواية :
ــ ليس في أوقات الناس أحلى من اللحظة التي تسبق القبلة ، والساعة التي تسبق الخطبة ، والليلة التي تسبق الزفاف ..

ــ المرأة كالكهرباء ، منها النور ، ومنها الحبور ..

ــ المرأة كالزهرة الحية في بستان الوجود ..

ــ المرأة عيِّنة من الجنة في دنيانا الفانية ..

ــ الكتب عقول الأجيال ، حُفظت في الورق خلف زجاج الخزائن ..

ــ الأيام وعاء يحمل فيه الإنسان أمانيه ..

ــ الحب رِقٌّ وعبودية اختيارية ، وأشدّ العبيد طاعة لمولاه ، أجدرُهم بأن يُسمى حبيبًا ..

من أجل ولدي ـ رواية :

ــ إنه من العبث أن نغرس الورد بطريقة الصبّار ، أو أن نغرس الصبّار بطريقة الورد ..

ــ أحرقَ القمحَ لتطير عنه العصافير ..

ــ نَقَمَ عليه نِقمة اللص على القمر ..

ــ لا يتعلم السباحة منْ يخافون عليه من الغرق .. ويغرق أخيرا من يتعلم السباحة ..

ــ إن الذين نخافهم ، لا يمكن أن نصْدُقهم القول ..

ــ إن الجَمالَ والحاجة ، أسوأ شيئين تقف بينهما المرأة ..

ــ هناك ملذات تقوم على الضحايا ، كما نزرع الأزهار فوق القبور ..

سكون العاصفة ـ رواية :

ــ العواطف هي الأزهار التي تنبت في أرض خيالنا ..

ــ عند فوران العواطف تنبعث من أعماقنا أشياء كنا قد نسيناها ..

ــ إن عناد الرجل يثور إذا أهانت امرأةٌ كرامتَه ..

المزيد
من زبدة الكلام ـ ريتشارد نيكسون

يونيو 24th, 2010 كتبها y m نشر في , أقوال مأثورة, تجربة حياة, سياسة, منوعات,
لا تعليقات

كتابه ( القادة )

هذه مجموعة من الأقوال التي وردت في كتاب ( القادة ) لريتشارد نيكسون الرئيس الأمريكي الأسبق ، الذي اضطر للاستقالة من منصبه بسبب فضيحة سميت (فضيحة ووتر غيت )

وهي إحدى أهم فضائح التنصت الهاتفي في أمريكا في أوائل السبعينيات الماضية ..

وقد احتوى كتابه المذكور كثيرا من خلاصة تجاربه السياسية والحياتية ، وعلاقاته مع زعماء العالم ، على مدى نصف قرن من العمل السياسي ، والذي انتهى بفضيحة كبرى أطاحت به ..

وتزامنت أواخر أيامه في رئاسة أمريكا مع اندلاع حرب تشرين التحريرية عام 1973 ، الأمر الذي منح فرصة كبيرة لمستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته الصهيوني ( هنري كيسنجر ) ليلعب دورا هاما وحساسا في الالتفاف على النتائج الإيجابية للحرب لصالح الكيان الصهيوني ، وكان هو صاحب نظرية المفاوضات ( خطوة خطوة ) ، التي انصاع لها الرئيس المصري آنذاك أنور السادات ، ووقع اتفاقيات كامب ديفيد المشؤومة الشهيرة ، والتي خرجت بموجبها مصر من الصراع العربي ـ الصهيوني ، ووقعت معاهدة الاستسلام مع العدو الصهيوني ..

ملاحظة : الكتاب ليس متوفرا بين يدي الآن لمعرفة تاريخ صدوره ، لكني قرأته في مطلع عام 1983 ..

۞ القادة : لريتشارد نيكسون :



ـ في الحرب يموت الإنسان مرة ، أما في السياسة ، فيموت الإنسان فقط ، لينهض من جديد ..

ـ الإدارة نثر ، والقيادة شعر ..

ـ الناس يقنعون بالمنطق ، ويحركون بالعواطف ، لذا على القائد أن يقنعهم ويحركهم ..

ـ المدير بلا شيء يديره ، يصبح لا شيء ، غير أن القائد يقود أتباعا ، ولو كان خارج منصب السلطة ..

ـ الشعب يحب القائد العظيم أو يكرهه ، وقلما يبدي لا مبالاة تجاهه ..

ـ أفضل طريقة لصنع التاريخ ، هي أن تكتبه .. (تشرشل) ..

ـ لا شيء يدفع بالسلطة إلى الأمام أكثر من الصمت ..

ـ الصمت هو الفضيلة التي تتوج رؤوس الأقوياء ..

ـ في السياسة ، قلما يكون الخط المستقيم أقصر مسافة بين نقطتين ..

المزيد
من زبدة الكلام ـ توفيق الحكيم

يونيو 24th, 2010 كتبها y m نشر في , أدب وثقافة, أقوال مأثورة,
لا تعليقات

توفيق الحكيم (9/ تشرين الأول/1898 – 26/ تموز/ 1987) …
ولد في الإسكندرية وتوفي في القاهرة . كاتب وأديب مصري ، من أهم رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث في القرن العشرين ..

عاصر عمالقة الأدب في تلك الفترة مثل طه حسين والعقاد وأحمد امين وسلامة موسى . وعمالقة الشعر مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وعمالقة الموسيقى مثل سيد درويش وزكريا أحمد ومحمد القصبجي، وعمالقة المسرح المصري مثل جورج أبيض ويوسف وهبى ونجيب الريحاني . كما عاصر فترة انحطاط الثقافة المصرية (حسب رأيه) في الفترة الممتدة بين الحرب العالمية الثانية وقيام ثورة 23/يوليو/ 1952 ..

وعندما قرأ توفيق الحكيم أن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات قال عبارته المشهورة: (انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم ) ..

اشتهر توفيق الحكيم على مدى تاريخه الطويل بالعديد من المعارك الفكرية التي خاضها أمام ذوي الاتجاهات الفكرية المخالفة له ؛ فقد خاض معركة في أربعينيات القرن العشرين مع الشيخ المراغي شيخ الأزهر آنذاك ، ومع مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد ، وفي سبعينيات القرن العشرين خاض معركة مع اليسار المصري بعد صدور كتاب "عودة الوعي" ..

◄ من أشهر مؤلفاته وأهمها :
شهر زاد ، مسرحية 1934 ، عودة الروح ، رواية 1933 ، أهل الكهف ، مسرحية 1933 ، يوميات نائب في الأرياف ، رواية 1937 ، عصفور من الشرق ، رواية 1938 ، بجماليون ، مسرحية 1942 ، الملك أوديب ، مسرحية 1949 ، سليمان الحكيم ، مسرحية 1943 ..
◄ وله أيضا :

ـ عودة الروح

- حمار الحكيم

- عصا الحكيم

- السلطان الحائر

- زهرة العمر

- حياتي

ـ مدرسة المغفلين

ـ التعادلية

وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثا هاما في الدراما العربية ، فقد كانت تلك المسرحية بداية لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني ..

وبالرغم من الإنتاج الغزير للحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ ، فيكتشف القارئ من خلاله عالماً من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي ..


◄ عصفور من الشرق :
ـ عندما يفتر الحُب ، يبدأ التفكير والتدبير .. ويبدأ الندم على السرور البريء ..

ـ لا شيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم ..

ـ تنام المعدة عندما تستيقظ الروح ..

ـ إن الحقيقة عملة لا تستخدم في مملكة الأحلام ..

المزيد
كلمات مبعثرة ـ الدكتور عبد الكريم الأشتر

يونيو 24th, 2010 كتبها y m نشر في , أدب وثقافة, أقوال مأثورة, منقول, منوعات,
لا تعليقات

· أشد التعبّد حرارة : التعبّد للذات ..

· أهون الاختيارات أن يقف الإنسان أمام قبلتين : واحدة إلى الله ، وواحدة إلى المصلحة ..

· معهر الحقيقة : المال ، والجاه ..

· أكثر الحيوانات أذىً : الإنسان ..

· أيهما أقرب إلى صاحبه : الشعار المرفوع ؟ أم الشعار المطوي ؟ ..

· أكثر ما نتمناه في مذيعاتنا على الشاشة الصغيرة : أن تنسى الواحدة منهن مكانها ..

· للعدل الإلهي ، ساحاتٌ منظورة ، وساحاتٌ غير منظورة ..

· أكذب ما في الإنسان : اللسان ..

· لبعض الناس خراطيم استشعار ، ولبعضهم صدفات حماية ..

· أصل الأظافر : لحمٌ ودمٌ ..

· للسرقة مراتب : أصغرها : السطو على جيوب الناس ..

· الناس ، كأسنان المشط .. المنحني ..

· أمَرُّ الحزن ، يكون في بعض البسمات ..

· أكبر الناس منْ كبر على القرب ، وأصغرهم منْ كبر على البعد ..

· صلة الفكر أعمر من صلة الدم ، إلا في عالم الحيوان ..

· أقرب الطرق إلى القلب ، أخفاها عن العين ..

· الكذب أصعب من الصدق ..

· بعض الحقائق لا تصح إلا معكوسة ، على مثال قولهم : العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة .. والسنابل الممتلئة هي وحدها التي تحني رأسها ..

· يتحدثون كثيرا عن الديمقراطية ، ولكنهم لا يتحدثون عن العدل أبدا ..

· الساكت عن الحق شيطان أخرس ، فمن يكون الساكت عن الباطل ..

· للرشوة أسماء مترادفة ، أوضحها أخفاها ..

· أصدق الحديث ما نطقتْ به العينان ..

· أجمل ما في المرأة ، ما تغفل عن إظهاره ..

· الحقيقة المتحجبة أكثر إثارة من الحقيقة العارية ، مثل الجمال والخير ..

· أيهما أبقى : الكلمات التي تطير ،أم الكلمات التي تزحف ؟؟

· الحب ، كبعض الزهور البرية : إذا ارتوى ، ذبل ..

· حقائق الحياة الكبرى واحدة في عالم الإنسان والحيوان والنبات والجماد ..

المزيد
زورْبَا ـ رواية : كازانتزاكي

يونيو 24th, 2010 كتبها y m نشر في , أدب وثقافة, أقوال مأثورة, منوعات,
لا تعليقات

نيكوس كازانتزاكي : هو أشهر الكتاب اليونانيين في القرن العشرين .. ولد سنة 1885 ، وفي عام 1946 دخل الحياة السياسية اليونانية ، وعُين رئيسًا للمجلس الأعلى للحزب الاشتراكي ، ثم وزيرًا ، لكنه استقال بعدها بعام واحد ليكون أديبا مستقلا ..

وفي عام 1947 ذهب إلى فرنسا حيث أدار مكتب ترجمة حتى توفي في عام 1957 .

أهم مؤلفاته :

ـ رواية " حياة أليكسس زوربا " التي اشتهرت باسم " زوربا " ..

ـ الملحمة الشعرية " الأوديسة " التي تتكون من 33 ألف بيت شعر ، وتبدأ من حيث تنتهي " أوديسة هوميروس " .



كازانتزاكي كان مولعًا بالترحال وعاشقا للسفر ، واشتهرت عنه العبارة : " اهدئي يا روحي ، لطالما كان موطنك هو الترحال " وهذا ما أعطى رواية " زوربا " البعدَ النفسي لأدب الرحلات ..



الرواية :

على أحد شواطئ جزيرة كريت ، يلتقي رجلان لاستثمار منجم للينيت .. يحاول أحدُهما ـ وهو الراوي ـ أن يفرَّ من عالم

المعرفة المحموم المخيِّب . فالتقى رفيقا " ألكسس زوربا " وهو إنسانٌ مدهشٌ ، مغامرٌٌ ، سندبادٌ بريٌّ ، فعَهد إليه بإدارة الأعمال .. وسرعان ما انعقدتْ أواصرُ صداقة عميقة بين ذلك المتحضِّر الممتلئة نفسه بالفلسفة الشرقية ، وهذا المتوحِّش الرائع الذي تقوده غرائز قوية ، والذي يعيش الحياة بكل امتلائها وزخمها ، ويحب الطبيعة والمرأة ، ويروي مغامراته الغرامية بحيوية نادرة المثال ، وينطق بالحكمة أروع مما ينطق بها فيلسوف .

وقد انتهى استثمار المنجم بإخفاق ، ولكن القصة التي يعيشها

القارئ مع هذين البطلين والأبطال الآخرين ، ولا سيما

تلك المرأة المغامرة التي وقعت في غرام زوربا ، تظلُّ

إحدى الروائع الكبرى في الأدب الحديث ..



الشخصية الأولى في الرواية هي " الراوي ـ الرئيس " الابن المدلل للمدينة ، الذي أمضى حياته بين الكتب والفلسفة ، وظل حبيسًا في غرفته الصغيرة .. لم يخرج حتى يعيش الحياة , ويعرف فلسفتها ، في الشمس ، وفي الشاطئ ، وفي الطيور المهاجرة , حتى أتى " زوربا " وعلمه الدروسَ التي لن تستطيعَ الكتبُ يومًا ما ، تلقينه إياها .. لأن الحياة : هي كل شيء خارج الكتب ، ولا شيء منها داخل الكتب ..



كازنتزاكي يخبرنا بأن الكتبَ لا تحملُ الإجاباتِ ، وإنما فقط كما يقول الرئيس : تحكي عن عذابِ أولئك الذين لم يستطيعوا أن يجدوا الإجابات ..

ويؤكد كازنتزاكي نظرته عن هذه النوعية من الأشخاص الذين يسمّيهم : " قوارض الورق " .. فيقول على لسان الرئيس في إحدى عبارات الرواية :

((ولم أقل شيئا , كنتُ أعرفُ أن زوربا محقّ , كنتُ أعرفُ ذلك , ولكنني أفتقدُ الشجاعة .. لقد تنكبتْ حياتي الدربَ الصحيح , ولم يكنْ احتكاكي بالبشر إلا مونولوجًا داخليًا .. لقد انحدرتُ وانحدرتُ ، حتى إنه لو كان عليّ أن اختار بين الوقوع في حبّ امرأة ، أو قراءة كتابٍ جيدٍ عن الحبّ , لاخترتُ الكتاب )) ..

هذه هي الحياة التي قضاها الرئيس ..

لكن ، ما الذي غيّرَها فجأة ؟ وكيف جعلته يحملُ نفسَه ليقومَ بتلك المغامرة الخطيرة التي لم تكنْ من شِيَمِه أو عاداتِه وليذهبَ إلى القرية كي يبحثَ عن الذهب ، ويتحولَ إلى رأسمالي صغير ، كما يقول في إحدى رسائله ساخرًا ؟



كازنتزاكي كان حريصًا جدًا على بناء الشخصيات في الرواية والإمساك بحبالها باحترافية ومرونة يُحسد عليها ..



هذا التحول الكبير في شخصية بطل الرواية كان بسبب الصدمة الكبيرة ، أو بالأصح ، بسبب ذلك الشخص الغامض " زوربا " الذي يأتي في الرواية بين حين وآخر , يطلُّ علينا حينما يفتح له " كازنتزاكي " نافذة الفجر ، ثم يغلقها ، ويترك في داخلنا لهفة إلى معرفة المزيد عنه ، واكتشاف تلك العلاقة الغامضة التي جمعته مع الرئيس ..



وإذا أردتَ أن تكون مثل زوربا , فيجب ألا تنظر إلى العرق والدين والشكل واللغة , بل انظر إلى الإنسان فقط .. إنه إنسان , يأكل , ويشرب , ويحب , ويخاف , وسيلقي سلاحه لاحقاً , ويرقد جثة متصلبة تحت الأرض ..



أن تكون " زوربا " , معناه أن تعيشَ صخبَ الحياة. ..



إن شخصية " أليكسس زوربا " ستبقى واحدة من أعمق الشخصيات وأعظمها في القرن العشرين , شخصية مثيرة للجدل دومًا ، ومثيرة للعاطفة أيضاً , يصعُبُ على أي شخص قرأ الرواية ألا يقع في حبّ هذا العجوز ..

إن ذلك الاستحقار الذي يشع من قلب زوربا ، لا تملكُ إلا أن تصفقَ له ، وأن تعجبَ به ، حتى ولو لم تتفقْ معه ..



زوربا ، لم يتعلم الدين من بوذا أو المسيح .. اتبَعَ فطرته ، وكان كافيًا لأنْ يفهمَ الحياة وعبثيتها .. يقفُ بهامته الكبيرة كواحدة من أفضل الشخصياتِ الفلسفية الذي ولدَها عالمُ الروايات ، وواحدة من أكثر الشخصيات إلهامًا ..

زوربا ، ليس ذلك الفتى الشاب المقبل على الحياة ، بل هو العجوز الذي خبرَ الحياة ، وعرفَ سرَّها ، وهاهو الآن بعمر الستينات ..

إن تصرفاتِ زوربا الطائشة ، أقرب ما تكون إلى الحكمة ، منها إلى الرعونة .. وربما سيختلفُ الوضعُ كليا لو لم يكن زوربا بهذا العمر ، لأننا قد نصادفُ أشخاصًا مثله مُتخمين بالطبائع الخشنة واللامبالية ، لكنْ ، لن نحبَّهم ، وسنقول : " غدا يكبرون ويعلمون أن الحياة ليست مجردَ لهو ولعبٍ " .. وفي حالة زوربا ، فإنه كبرَ وشاخ ومرَّ بتجاربَ ورحلاتٍ في حياته ، حتى عرَفَ أنّ الحياة مجردُ لهو ولعبٍ .. وهذه العبثية التي تفوحُ من شخصية زوربا ، تعكسُ شخصية رجل مرّ بالكثير ، وعرفَ الكثير ، وخسرَ الكثير ..

فعندما يحكي عن الوطن والتضحيات التي فعلها لأجل هذا الشيء الهلامي المسمّى وطنًا ، يقول :



((إذن حملتُ بندقيتي ومضيتُ .. ودخلتُ المقاومة كجندي متطوع غير نظامي ، وفي ذاتِ يوم وَصلتُ فجرًا إلى قرية بلغارية ، واختبأتُ في إسطبل , في منزل كاهن بلغاري ، بالذات الذي كان ـ هو أيضا جندي شرس من رجال العصابات ـ وحشًا دمويًا , كان في الليل يخلعُ بذته الكهنوتية ويرتدي ثيابَ راعٍ , ويأخذ سلاحَه ويتغلغلُ في القرى اليونانية ، وعند الصباح يعودُ قبلَ الفجر ، ملوّثا بالوحل والدم ، ثم يقوم بقداسه ..


يونيو 24th, 2010 كتبها y m نشر في , أدب وثقافة, أقوال مأثورة, منوعات,
لا تعليقات

رسول حمزاتوف



1923 ـ 2003

قبيل أيام قليلة من وفاته قال :

" حياتي مسودّة كنتُ أتمنى لو أنّ لديّ الوقت لتصحيحها " ..



* ولد رسول حمزاتوف عام 1923 في قرية جبلية ، وكان والده شاعرا ، ينظم الشعر باللغة العربية وباللغة " الآفارية " القومية ..

ويروي أن والده كان يكتبُ كلّ قصائد الغزل في النساء الأخريات باللغة العربية لكي لا تفهمها أمُّه إذا عثرتْ عليها ..



* مع ظهور أول ديوان شعري مطبوع ، بدأتْ رحلته صعودًا في عالم الشعر والأدب .. حتى حصل على جوائز سوفييتية وعالمية كثيرة ، وترجمتْ أعماله ـ التي تزيد على الأربعين ـ إلى لغات عالمية كثيرة ..

* في عام 1950 تخرج في معهد غوركي للآداب . وبعد صدور أول ديوان له عام 1943 ، صدرت له ملحمتا حوار مع أبي 1953 والبنت الجبلية 1958 ودواوين شعر : عام ولدت فيه 1950 والنجوم العالية 1962 وكتابات 1963 ونجم يحدّث نجماً 1964 والسمراء 1966 ومسبحة السنين 1973 ..

كما نظم قصة شعرية بعنوان : داغستان بلدي ..

* يتميز شعر حمزاتوف بغنائية شفافة ومتفائلة ، وبالوطنية والقومية الداغستانية التي كرّس حياته وشعره وأدبه متغنيا بعشقه لها ..

* في عام 1959 مُنح حمزاتوف لقب شاعر الشعب في داغستان ، كما مُنح جائزة لينين ..



* يحكي الشاعر حمزاتوف قائلا :

محظوظ أنا : فقد حمل الشعراء إليّ العالمَ كله ، أنا إنسان الجبال المولود في قرية " تسادا " النائية ، وحيث كان بمقدوري سابقا أن أتحدث عن «داغستان بلدي» يمكنني الآن التكلم عن وطني روسيا وجورجيا ، وعن كوكبي الأرضي .. ومن التراث العظيم الذي تسلمْته من أجدادي ـ الشعراء النجوم في أرض وطني ـ ورثتُ ثروة ضخمة ، ألا وهي : داغستان ..

* رحل الشاعر في أوائل تشرين الثاني 2003 ، عن عمر يناهز الثمانين ..



من داغستان بلدي :



ـ إذا أطلقتَ نيرانَ مسدسِكَ على الماضي ، أطلقَ المستقبلُ نيرانَ مدافعِه عليك ..

ـ إنكَ إذا لم تستطعْ أنْ تمسِكَ الثورَ من قرنيْه ، فلن تستطيعَ أنْ توقفه إذا أمسكتَ به من ذنَبه ..

ـ إنّ الإنسانَ في حاجةٍ إلى عاميْن ليتعلمَ الكلامَ ، وإلى ستين عامًا ليتعلمَ الصمتَ ..

ـ لا تُخْرج الخنجرَ من غمدِه دون حاجةٍ إليه ، ولكنْ .. إذا انتضيْته ، فاضربْ به .. اضربْ ، لكي تقتلَ الفارسَ والفرسَ بطعنةٍ واحدة ..

ـ عندما تترقـّبُ عودةَ الصّياد ، ترى كلبَهُ أولا ..

ـ الأطفالُ الصغارُ يَرَوْن أحلامًا كبيرة ..

ـ السّلاحُ الذي تحتاجُه مرة واحدة ، عليكَ أنْ تحمله العمرَ كلـّه .. والأبياتُ التي ستردِّدها العمرَ كله ، تـُكتبُ مرة واحدة ..

ـ يمكنُ للرجل أنْ يركعَ في حالتين : ليشربَ من العين ، وليقطفَ زهرة ..

ـ لا أحدَ يعرفُ عاداتِ حصانك خيرًا منكَ أنت ..

ـ العيونُ التي لا حياة فيها ، تشبه حباتِ العنبِ ..

المزيد
الدون الهادئ ـ ميخائيل شولوخوف

يونيو 24th, 2010 كتبها y m نشر في , أدب وثقافة, أقوال مأثورة,
لا تعليقات

ميخائيل شولوخوف : 1905ـ 1984



كاتب روسي ، وأحد أهم كتاب الرواية في القرن العشرين ، وقد نال جائزة نوبل عام 1965 على روايته الملحمية ( الدون الهادئ ) ..

وهو الذي لم يكمل دراسة المرحلة الابتدائية ..



أعماله :



ـ رواية الأرض الطيبة أو الأرض البكر ، التي استغرق في كتابتها 18 عاما ..

ـ الرواية القصيرة : مصير إنسان .

ـ قصص من الدون ، وهي مجموعة كبيرة من القصص التي تحكي فصولا من الحرب الأهلية الروسية ..

ـ حاربوا في سبيل الوطن : وهي فصول من رواية لم تكتمل ..

ـ الدون الهادئ : رواية ضخمة في أربعة أجزاء و 1482 صفحة ، وكتبها بين عامي 1928 ـ 1940 ..



ومنها نقتطف بعض أقواله فيها :





ـ عندما يتشاجر السّادة ، ترتجّ نواصي الفلاحين ..

ـ الكلب لا يأتي كلبة صَدوفًا ..

ـ حتى الكلب ، لا يمسّ عظمة مقضومة ..

ـ سوف تجدين لكِ نيرًا ، ما دامت لكِ رقبة ..

ـ ليست المرأة جرّة من اللبن .. سنجد ما يكفينا منهن حينما نعود ..

ـ أمام الحب ، لا تملك كلَُ الأعمار إلا أن تكون خاضعة ..

ـ إن الحياة تملي على الإنسان شرائعها التي لم يسنها مخلوق ..

ـ المرأة ، كالقطة ، تتودد إلى كل منْ يداعبها ..



"لا يتحمّل مكتوب أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها و/أو نشرها في مدوّنة مكتوب. ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر."

أقوال هامه جداَ

حماقة الحماقات ، أنْ تبذل حياتك في سبيل منْ لا يشعرون بشعورك ..

ـ كثرَ أنصاري يومَ هزمْتُ أعدائي ، فقلتُ : كيفَ اختفى هؤلاءِ كلهم ، وأنا في أمسّ الحاجة إليهم ؟!

ـ أتعسُ الناس ، مؤمنٌ تسرّبَ إلى نفسِهِ الشكُّ ..

ـ الحبُّ والفن ، أكسَبَا الحياة أسمى المعاني ..

ـ بعضُ البشر ، إذا أحبَّ ، اتسَعَ قلبُه لكل فضيلة .. وبعضُهم ، إذا أحبَّ ، صارَ عبدًا للشهوة والرذيلة ..

ـ الحَسَك ، انتقامُ السَّمكِ بعد موته ..

ـ المرأةُ المخلصة : هي الناقة التي تساعدُ الرجلَ على اجتياز صحراءِ الحياة ..

ـ أيامُ الدهر ثلاثة : يومٌ مضى لا يعودُ إليكَ .. ويومٌ أنتَ فيه لا يدومُ عليك .. ويومٌ مقبلٌ لا تدري ما حاله ..

ـ الحبُّ كالقمر .. فهو يبدأ هلالا صغيرًا ، ثم يكتملُ ليصيرَ بدرًا ، أو يبدأ بدرًا ، ثم يتلاشى تدريجيا ..

ـ إنَّ من القلوب مزارعَ ، فازرعْ فيها الكلمة الطيبة ، فإنْ لم تنبت كلها ، نَبَتَ بعضُها ..

ـ الإيمانُ لا يُعارُ ، واليقينُ لا يُستعارُ ..

ـ لغة الحقيقةِ بسيطة ..

ـ الفضيلة يَصعبُ اكتشافها .. فهي تتطلبُ منْ يُوجّهُها ويُرشدُها ، ولكنَّ العيوبَ تُتَعَلمُ بلا أي معلم ..

ـ الحياة مَرَّة ، فلا تجْعلها مُرَّة ..

ـ البيتُ الذي تزاولُ فيه الدَّجاجة عَمَلَ الدّيك ، يصيرُ إلى الخراب ..

ياقوم لاتتكلموا فإن الكلام محرم

ياقومُ لا تتكلموا إنّ الكلامَ مُحَرَّم ُ
ناموا ولا تستيقظوا ما فازَ إلا النـُّوّم ُ
وتأخروا عن كل ما يقضي بأن تتقدموا
ودَعوا التفهُّم جانبًا فالخيرُ ألا تفهموا
وتثبـَّتوا في جهلكم فالشرُّ أن تتعلموا
أما السياسة .. فاتركوا أبدًا وإلا تندموا
إن السياسة سرُّها لو تعلمون مُطلسم ُ
وإذا أفضتم في المُباح من الحديث فجَمْجموا
منْ شاءَ منكم أن يعيشَ اليوم وهو مكرَّم ُ
فليُمْس ِلا سمعٌ له ولا بصرٌ لديه ولا فم ُ
لا يستحق كرامة ، إلا الأصمُّ الأبكم ُ
ودعوا السعادة إنما هي في الحياة توهُّم ُ
فالعيش وهو منعَّمٌ ، كالعيش وهو مذمَّم ُ

المزيد

كتاب ( القادة ) لريتشارد نيكسون الرئيس الأمريكي الأسبق

كتابه ( القادة )

هذه مجموعة من الأقوال التي وردت في كتاب ( القادة ) لريتشارد نيكسون الرئيس الأمريكي الأسبق ، الذي اضطر للاستقالة من منصبه بسبب فضيحة سميت (فضيحة ووتر غيت )

وهي إحدى أهم فضائح التنصت الهاتفي في أمريكا في أوائل السبعينيات الماضية ..

وقد احتوى كتابه المذكور كثيرا من خلاصة تجاربه السياسية والحياتية ، وعلاقاته مع زعماء العالم ، على مدى نصف قرن من العمل السياسي ، والذي انتهى بفضيحة كبرى أطاحت به ..



وتزامنت أواخر أيامه في رئاسة أمريكا مع اندلاع حرب تشرين التحريرية عام 1973 ، الأمر الذي منح فرصة كبيرة لمستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته الصهيوني ( هنري كيسنجر ) ليلعب دورا هاما وحساسا في الالتفاف على النتائج الإيجابية للحرب لصالح الكيان الصهيوني ، وكان هو صاحب نظرية المفاوضات ( خطوة خطوة ) ، التي انصاع لها الرئيس المصري آنذاك أنور السادات ، ووقع اتفاقيات كامب ديفيد المشؤومة الشهيرة ، والتي خرجت بموجبها مصر من الصراع العربي ـ الصهيوني ، ووقعت معاهدة الاستسلام مع العدو الصهيوني ..



ملاحظة : الكتاب ليس متوفرا بين يدي الآن لمعرفة تاريخ صدوره ، لكني قرأته في مطلع عام 1983 ..



۞ القادة : لريتشارد نيكسون :



ـ في الحرب يموت الإنسان مرة ، أما في السياسة ، فيموت الإنسان فقط ، لينهض من جديد ..

ـ الإدارة نثر ، والقيادة شعر ..

ـ الناس يقنعون بالمنطق ، ويحركون بالعواطف ، لذا على القائد أن يقنعهم ويحركهم ..

ـ المدير بلا شيء يديره ، يصبح لا شيء ، غير أن القائد يقود أتباعا ، ولو كان خارج منصب السلطة ..

ـ الشعب يحب القائد العظيم أو يكرهه ، وقلما يبدي لا مبالاة تجاهه ..

ـ أفضل طريقة لصنع التاريخ ، هي أن تكتبه .. (تشرشل) ..

ـ لا شيء يدفع بالسلطة إلى الأمام أكثر من الصمت ..

ـ الصمت هو الفضيلة التي تتوج رؤوس الأقوياء ..

ـ في السياسة ، قلما يكون الخط المستقيم أقصر مسافة بين نقطتين ..

المزيد