ينظر الذين يتأصل الحقد في قلوبهم
إلى الدنيا نظرة سوداء يتمنون فيها الخير لأنفسهم والشر للناس ، ويغيظهم أشد الغيظ أن يروا خيراً قد ذهب إلى غيرهم وهم قد حرموا منه فتغلى نفوسهم من نار الحقد لأنهم ينظرون حولهم فيجدون ما يتمنونه قد فاتهم وامتلأت به أكف أخرى غير أكفهم وهذه عليهم طامة كبرى ، وداهية عظمى فقديماً رأى إبليس اللعين أن الخطوة التي يتمناها ، والمكان التي يتشهاها قد ذهبت إلى آدم وحرم هو منها ، فتأججت نار الحقد في قلبه وأقسم أن لا يترك أحدا من خلق الله يستمتع بنعمة بعد أن حرم هو منها وقال لربه : ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين )। هذا الحقد الشيطاني هو الذي يضطرم في قلوب الحاقدين فيأكلها ويفسد نفوسهم ويقضي على ما عندهم من دين ولهذا أمر الإسلام أتباعه بالإبتعاد عن هذا المنكر وأن يسلكوا في الحياة منهجاً مستقيماً وطريقاً قويماً وشرع لهم من الآداب والتعاليم في كل يوم وفي كل أسبوع وفي كل عام ما يصفي نفوسهم من الأكدار وما ينقي قلوبهم من العيوب والأوزار وما يطهر أفئدتهم من آثار الضغينة والحقد ।
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق