القاهره في 28-11-2011
التعليق علي التصويت في الانتخابات
الجوده في ادارة الانتخابات
مع كل سعادتي وتقديري لإداره الناجحه وغير المتوقعه لإنتخابات مجلس الشعب التي بدأت اليوم 28-11-2011 ، والتي يستحق القائمين عليها كل الشكر والتقدير .
ونظراً لأن الجميع الآن ينظر الي الإنتخابات من خلال الشكل وليس المضمون ، ونظراً أيضاً أنه وبكل أسف قد غابت البحوث العلمية الأجتماعية والنفسيه عن هذا المجال ربما لأنه كان من الموضوعات الشائكه التي كان يراها النظام السابق من الممنوعات .
أنني اليوم وبعد أن شاركت في ثاني مره في حياتي في انتخابات حيث كانت المره الأولي في الأستفتاء الماضي ، ونظراً لهذا الطابور الدائري الطويل قد حاوت أن استثمر هذا الوقت في أستخدام بعض اساليب البحث السريع بالمشاركه (PRA) ، وهو اسلوب بحثي مكمل وليس بديل عن البحث العلمي لكي اتعرف علي مضمون ادارة العمليه الإنتخابيه .
وكانت ادواتي البحثيه في هذا المجال هي :
§ الحوارمع من حولي .
§ رصد مايقوم به المرشحون سواء كانوا أفراد أو أحزاب من تجاوزات.
§ متابعة سلوك بعض الأفراد الأميين أو غير المتعلمين في مشاركتهم في التصويت.
§ ربط سلوكيات الأفراد الأميين الذين يعملون حولي بشكل مباشر وغير مباشر من الأميين قبل الانتخابات وحيرتهم وترددهم واللجوء للآخرين لكي يحددوا لهم ماذا يفعلون ، مع سلوكهم يوم الإنتخابات .
وقد كان الوقت كافياً أن أرصد واسجل الكثير من المؤشرات التي تقودنا الي بعض المعلومات والإستنتاجات الهامه .
وفي تحليل مضمون أدارة العمليه الانتخابيه وبعيداً عن الإداره الناجحه نسبياً وبدرجه عاليه أود أن ارصد الاتي :
أولاً .. أن فئة الأميين وغير الحاصلين علي حد أدني او قسط مناسب من التعليم ، لايملكون القدره علي التفكير في كيفيه الأختيار أو تحديد اتجاهاتهم في الأنتخابات .
ثانياً ... أن هناك فئه واسعه من المتعلمين يملكون العقل أو الفكر الذين يمكنهم من فهم الموضوع ، ولكن ليس لديهم القدره أو المهاره التحليليه لإتخاذ القرار الصحيح عند أختيار من سيصوتون له .
ثالثاً ... أن وجود الفئه الأميه أو التي لم تحصل علي قسط كافي أو حد أدني من التعليم بنسبه متفائله تتراوح مابين 30 الي 40% ، ومشاركتها في الانتخابات تمثل أزمه حقيقيه ، فمن خلال متابعة هذه الفئه قبل وأثناء الانتخابات وجد أنهم قبل الأنتخابات في حيره كبيره ويلجأون لأصحاب العمل أو لبعض الناس الأقرب لهم أو بصفة خاصة من يعطف عليهم ويساعدهم عندما تكون ظروفهم الإقتصادية والإجتماعيه ضعيفه لكي يحددوا لهم ماذا يفعلون ولمن تذهب أصواتهم.
رابعاً ... أنهم هؤلاء الأميين دائماً مايتأثرون عاطفياً وليس عقلياً ، ويعتمدون في تقرير ماذا يفعلون أو لمن سوف يدلوا بأصواتهم الي من يؤثرون في حياتهم بشكل مباشر أوغير مباشر والأكثر تأثيراً هو الذي يقدم لهم المساعدات الماديه ، والتأثير الديني .
خامساً ... في طوابير الانتخابات تجد هؤلاء المقهورين حياري ومترددين لايعلمون ماذا يفعلون بدقه ، ومنهم من يتجنب الخوض في الأحاديث مع من حوله خوفاً من أن يعرفوا بأميته ، أو من يحاول أن يفهم ويعيد تقدير موقفه ، ويتوقف ذلك علي مهارة محدثه ومايحمل من اتجاهات يؤثر بها عليه .
سادساً ... في داخل لجان الانتخاب تظهر المشكلة الكبري ، حيث يطلب الناخب الأمي أو غير المتعلم من الموظف الموجود بجوار صندوق الانتخاب مساعدته ، فهو لايقرأ ولايستطيع أن يفهم أو يدرك ماهو موجود بالأوراق التي أعطت له ، ولا يملك كل المعلومات اللازمه لإستيفاء البيانات المطلوبه كامله حتي لايبطل صوته ، وربما يعطي معلومات مشوشه أو بيانات غير دقيقه فيد الموظف السئول نفسه في حيره أما أن يكمل بدلاً منه وبالتالي يكون الذي قام بالتصويت هو هذا الموظف ، أو أنه يتركه يبطل صوته.
سابعاً ... إذا كنا ننادي بتطبيق معايير الجوده في التعليم ، والغذاء ، والفنادق ، والصحه وكل مجالات الحياه حولنا ، فلماذا نسينا أن نطالب وبشده واصرار علي أهمية تطبيق معايير الجوده في الإنتخابات ، ولانه سوف تكون أول بنودها معايير الجوده التي يجب أن تتوفر عند الناخب وأولها أن يكون لديه الحد الأدني من الدرايه والمعرفه لكي يختار الشخص الصحيح طبقاً لرايه وليس لضغوط الاخرين .
الإستنتاج ..
لقد عاني المجتمع كثيراً من التزييف السياسي للإنتخابات ، الا يمثل ما سبق تزييفاً بطريقة أخري لإرادة المجتمع حيث هناك حواي 40% من الجمهور الإنتخابي كحد أدني ربما يزيد عن ذلك كثيراً يصوت بالنيابة عنهم من يملكون وسائلهم السياسيه والماديه للتأثير عليهم .
المقترح ..
اعادة النظر فيمن له حق الأنتخاب .. وتطبيق المفاهيم الحديثة للموارد البشرية التي يمكن استثمارها في تطوير المجتمع وليس العوده به الي الوراء .
اللهم انني اجتهدت ... الهم فأشهد
ا.د. محمد عبد الغني حسن هلال
استشاري الموارد البشرية والتنمية الإداريه والسياسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق