انتهاء صلاحية لغة الصمت
من كتاب الدكتور محمد عبد الغني هلال البلاغة في لغة
انها لغة الصمت
كنا نلجأ اليها عندما يتجمد اللسان داخل الفم
وتتوقف الشفاه عن الحركة
وتترتعش الأيدي ولاتقوي علي الكتابة
وتُجمد الدموع نظرات العيون فلا تتحدث
وترفض الأقلام أن تنزف حبراً
ما هذا الذي يحدث؟
لقد حبسنا الكلمات في اٌقفاص صدورنا
وحكمنا عليها بالسجن
وعشنا مع الصمت حتي أتت لحظة الفراق بين الروح والجسد
وعندها سمعنا الصدي الذي أفتقدناه من قبل
صراخ وأصوات تعبر عن لوعة الفراق
وتناسينا أن آلالام الصمت الكبوتة كانت هي الطريق الي الفراق
لقد حاولنا أن نجيد لغات الصم والبكم ، حتي ننقل
آلامنا وأحزاننا للأخرين
ولكنها فشلت في ترجمة ما بداخلنا
لقد كان الصمت هو اللغة التي يمكن أن نتفاهم بها بدون أن يكون لها حروف؟
انها لغة الصمت التي لم يكتب لها أحد قواعد من قبل
ولم يٌصنع لها قاموس
واليوم اخرج عن صمتي واعبر عن حريتي بعد ثورة الميدان
فهي التي أنطقت اللسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق