راعي الغنم الكاذب
ومحاولة الإلتفاف علي الشعب المصري
يُحكى أن إحدى القري المصرية ، كانت قد استأجرت راعياً يرعى الغنم لأبنائها ، وفي مساء أحد الأيام سمع أهل القرية صوت الراعي وهو يستغيث بهم لينقذوا أغنامهم من ذئب هجم عليها ، فخرج أهل القرية عن بكرة أبيهم لنجدة الراعي والغنم ، ولكنهم فوجئوا بالغنم ترعى ، والراعي يضحك عليهم ، قائلاً : أردت أن أختبركم وأمزح معكم ، فوبّخوه ، وأخذوا منه عهداً أن لا يكرر ذلك مرّة أخرى ....!!!
ومضت الأيام ... وفي مساء أحد الأيام سمع أهل القرية نفس الاستغاثة من الراعي ، فظن قسم من الناس أنه يكذب كما في المرّة السابقة ، ولكن البعض الآخر خاف على غنمه ، وقال : لعلّه يكون صادقاً هذه المرة ، فخرج نصف أهل القرية لنجدة الراعي ، فوجدوه يضحك كما في المرّة السابقة ، فوبّخوه ، وضربوه ، وأخذوا عليه العهود والمواثيق أن لا يكرر ذلك أبداً وإلا عزلوه وعيّنوا آخر بدلاً عنه ...
وفي المرّة الثالثة أغار ت الذئاب المفترسة على الراعي فعلاً ، فنادى الراعي على أهل القرية حتى بحّ صوته لينقذوه ، ولكن أحداً لم يصدّق دعواه في هذه المرّة ، وكانت النتيجة أن مزّقته الذئاب وافترست أغنامه ...!!!
تذكّرت هذه القصّة وأنا أسمع لوعود بعض السياسيين أصحاب الأتجاهات المعروفة ، عبر إ سنوات من الكذب المتواصل ، قبل 25 يناير وبعد 25 يناير ، فقلت في نفسي : من يصدّق هؤلاء الدجّالين الكذّابين ...!!!؟
لقد ثقبوا آذاننا عبر ما يقارب 30 عاماً من حكمهم الظالم بالوعود الكاذبة ، حتى صار الكذب منهجاً لهم ، وجزءاً لا يتجزأ من سلوكهم ... فمن يصدّق اليوم وعود أعوانهم أو من تعلم الساسية علي ايديهم .!؟
إن شعبنا المصري وصل إلى درجة القرف والاشمئزاز والتقيؤ عندما بات يسمع لهم ولإعلامهم البائس ، ولا خيار أمامنا ال بعد اليوم غير إسقاط هذه الئة الفاسدة ، واقتلاعها من جذورها ، وفتح صفحة بيضاء جديدة ناصعة في تاريخ مصرنا الحبيبة ، يكون عنوانها : الحريّة والعزّة والكرامة والعدالة ، في ظل دولة مدنية ديمقراطية ، تكون ملكاً لكل أبنائها الكرام بلا استثناء أو إقصاء ... وإنها لثورة سلمية حضارية مستمرة حتى تحقيق أهدافنا الطموحة ... والله أكبر ...
والعزة لك دائماً يامصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق