الأربعاء، 20 أبريل 2011

هل القيادات المصرية قادرة علي ادارة الأزمات التي نواجهها والتي سوف نواجهها؟

هل قيادات مصر الحالية قادرة بحق علي ادارة الأزمات التي نواجهها وسوف نواجهها .
هل يمكن أن يستمر ميدان التحرير هو الذي يصنع القرار في مصر بعد ثورة 25 يناير ؟
يبدوا انه لابد أن يعلو صوت الوطنية والعقلانية في المرحلة الحالية ، علي الا يكون ذلك علي حساب الثورية ، وحتي لانترك المجال للذين ينافقون ثورة 25 يناير ويحشرون كلمة الثورية في جمل ركيكة مثل الثورة الجميلة والثوار الجُمال يفرضون القرارات .
ايها المسئولون عن تحليل المشكلات واتخاذ القرار في مجلس الوزراء أو أي جهة أخري ...اري أنه من الضروري أن تتدربوا جيداً علي الأسلوب العلمي لتحليل المشكلات واتخاذ القرار ، والانتهاء من الاعتماد علي الأسلوب السابق الذي يعتمد علي القرارات التي ترضي الأصوات العالية المتكررة والمفروضة علينا قسراً علي كل قنوات التلفزيون ، والذين لايمثلون الا أنفسهم وتطلعاتهم .
فاولئك الجالسون المحلفطين الملمعين الجنسونات (علي رأي أحمد فؤاد نجم في قصيدة جيفارا مات ... )، الجالسون في المكاتب المكيفة بالقاهرة أثبتوا من خلال تعاملهم مع مايدور في محافظة قنا ، أنهم يخافون من الأصوات العالية في بعض أجهزة الأعلام التي مازالت تعيش في أجواء ميدان التحرير عند بدء الثورة والذي تحول الي بعبع يخوفون به من يفكر في غير مايريدون ، وما زالو يتصورون أن حاجات ومتطلبات الناس في مصر، يمكن اختصارها في شاشات برامج الكلام الكبير (توك شو ) ورفع المطالب الي حدها الأعلي ، والتهديد الدائم بالخروج الي ميدان التحرير وكأنهم امتلكوه ، فقد أصبح ميدان التحرير حماية لبعض من يبحث عن الحفاظ علي موقعة ، او من يبذل الجهد غير الطبيعي في التنقل من استديو تلفزيوني لآخر لكي يفرض نفسه علي الجمهور، أومن مقالة في جريدة لأخري ، أو من جند البعض ليشنوا حملاتهم علي الفيس بوك لصالحه .
لايمكن أبداً أن نقلص مصر بحجمها وتعدادها وتنوعها السكاني ، فى هذا الميدان، وأن تهتز المقاعد تحتهم ويصابون بالذعر بعض اولئك القادة الذين ساقتهم الظروف المتسارعه الينا، ويستنفروا كل قواهم من أجل ارضاء الأصوات العالية التي لم تبطل صراخ منذ 25 يناير حتي الآن وكأنها فرصة عمرهم التي لوفلتت منهم لن تقوم لهم قائمة .
انني اكتب هذه الكلمات وقلوب الكثيرين من الأغلبية الصامته اتي خرجت لتقول نعم في الأستفتاء السايق من أجل الاستقرار وليس كما يدعون هؤلاء الذين يملأون الدنيا صراخ ، ونظراً لأن الظروف حولنا تعطي مؤشرات حمراء قوية ومستمرة ، تدارك بعضها العقلاء وتم إطفاء نار الفتنة مع الجيش ، والوقوف امام من ارادوا أن يستغلوا ميدان التحرير بشكل سيء للإساءة الي ثورة 25 يناير ، وطهرو الميدان مادياً ومعنوياً.
ولك ماذا نقول لأصحاب القرارات الخاطئة الذين تسييوا في قطع خط السكة الحديد مع الوجه القبلي وهو المرفق الحيوى الرئيسي لحركة الناس في صعيد مصر مع الشمال وليس لساعات ولكن لمدة 3 أيام متصلة دون أن يدرك أحد القادة العظماء خطورة ذلك علي ابناء الصعيد ، اها مصيبة كبري أن تنتهك حرمة وكرامة وهيبة الدوله لهذا الحد .
ليتطور هذا الأمر ، ويخرج أذناب وذيول الفساد السا بق ليقودو الجماهير الصامتة ليس لصالح الوطن ولكن لمصلحتهم الشخصية وهو الانتقام من الثورة ، وتدفع نسيج الأمة الواحد من "مسلمين وأقباط"، طبقاً لمخطط ومؤمرات خارجية للتفكك ، كيف يمكن ان يتم أختيار المحافظ لكل محافظة دون الوضع في الأعتبار التركيبة السكانية والثقافة المحلية السائدة ، اين مستشارينك يارئيس الوزراء ، اين وزير الداخلية ابن قنا ، عند اتخاذ القرار...وهذا يؤكد أن صناع القرار مازالو يفكرون بنفس الفكر السابق قبل الثورة والتي قامت الثورة من اجل القضاء عليه ، فما زال متخذ القرار يوزع المحافظين طبقاً للقاعدة الفاسدة التي تستخدم عند توزيع الغناءم ، فجزء للوءات الشرطة وجزء للواءات
الجيش وجزء للمستشارين من القضاء ، وجزء لأساتذة الجامعات ، ولايحاول أحد أن يقول أنه كان هناك معيار في الاختيار أهم من هذا المعيار أن كل فئة تاخذ نصيبها حتي لاتغضب ، ولتذهب المعايير العلمية الأخري للجحيم حتي لو كانت هذه المعاير هي الوطنية والخبرة الميدنية والقدرة التظيمية والادارية والتنموية للمجتمعات المحلية .
ما هذا المشهد السيء الذي دفع ابناء قنا أن يعتقدوا أن هناك نوع من توريث المحافظة حكم "قبطى" مدى الحياة ، والمثير في الموضوع هو انضمام اٌقباط قنا للمظاهرة لكي يرفضوا القيدادة القبطية الدائمة للمحافظة .
ويجب ان نذكر أن محافظة قنا لم تشهد أحداثا مأساوية طائفية إلا فى ولاية المحافظ القبطى "مجدى أيوب"( مجزرة نجع حمادى - أحداث فرشوط وأبوشوشة- وقرية النواهض بمركز أبو تشت) . وقد تقدم الأنبا "كيرلس " أسقف نجع حمادى بشكاوى متعددة ضد المحافظ السابق لقداسة البابا شنودة .
وليس صحيحاً أن سبب ثورة أهالي قنا هي تعيين محافظ قبطي ، فقد قبلوا بكل ترحاب تعيين المحافظ السابق وهو قبطياً ، ولكن التعيين في هذه المره جاء وهو يحمل معني أن اهالي قنا ليس لهم اي اعتبار ويمكن اختيار اي محافظ وفرضه عليهم وسوف يصفقون مثل كل مره ونسوا أن هذه المرة جاءت بعد ثورة 25 يناير .
إن السخط والرفض الشعبى لتعيين المحافظ الجديد "ميخائيل" يتحمل مسئوليته الحكومة التى استخدمت نفس برنامج النظام الفاسد السابق في التفكير واتخاذ القرار ، دون أي اعتبار للمعايير الجديدة للكفاءة التي وضعتها ثور 25 يناير ، وكانت ابسط القواعد العلمية تفرض علي الحكومة دراسة وتحليل فترة حكم المحافظ السابق لكي تكتشف الفشل الذريع في ادارته للمحافظة ، وتدرك أن محافظ هذا الأقليم لابد أن يتمتع بالمقومات الشخصية والذاتية والاجتماعية التي تمكنه من ادارة الأزمات شبه المتكررة في هذه المحافظة والوقاية منها وليس الانتظار لحدوثها حتي يعالجها، وليس تكرار اخطاء النظام السابق ، وتبني السيرعلي نفس النهج الفاسد السابق ونظرية توزيع التكية فى توريث المناصب بشكل أكثر تخلفاً .
لقد ظلت المشكلة 3 ايام وكأن أهالي قنا كيان غير مؤثر، مما أثارهم ودفعهم من الثورة الهادئة الي الثورة المتحدية وغير العاقلة ، وكشف عن أن القيادات في القاهرة هي قيادات لاتستطيع أن تذهب بعيداً لتدير أكثر من ميدان التحرير وليس محافظات جمهورية مصر العربية ، وكأن كل المشكلات المحلية للمحافظات البعيدة عن مطالب التحرير ( وهي التي ليس هناك ليس خلاف عليها من تصفية الفساد بكل اشكاله واحجامه وأنواعة) ، مشكلات هامشية . ولذا جاء التصعيد من جانب أهالي قنا ، فعملوا علي قطع خط السكك الحديدية بصورة مستمرة لمدة 3ايام ، وهددوا بإيقاف مصانع السكر الأربعة بقنا ، وهددوا بقطع الطريق الذي يربط بين قنا والبحر الأحمر ، وتعطلت السياحة الضعيفة في جنوب مصر والبحر الأحمر مرة أخري وكأنها ناقصة تعطيل ، ومع كل ذلك وقفت القيدات المركزية في القاهرة لمدة 3 ايام للمشاهدة والصمت عن القول والفعل ، والأكتفاء بالحرية التي تنقل للناس الحدث وتزيدهم كيداً .
ولم يدرك السادة صناع القرارات والمسئولين عن ادارة الأزمة أن تأخرهم في التصدي بحلول مقبولة للمشكلة مبكراً هاماً ، حتي لاتحذوا بعض المحافظات الأخري حذو محافظة قنا .
الكثير من المحافظات التي يلومها البعض الآن هي المحافظات التي تضامنت مع ميدان التحرير في مطالب وطنية واحدة ، بل وناضلت من أجلها وقدمت شهداء ، وهي الآن عادت الي حياتها بمنظومتها العشائرية وعادتها الاجتماعية وترفض بكل قوة مايتعارض معها ... تبحث عن الحرية المحلية في ادارة شئونها التي تعلمتها كأحد دروس ثورة 25 يناير ، ولكنها كما يبدو لبعض الذين لايملكون القدرة الحقيقية والنظرة الصائبة وكأن مطالبها قد انفصلت عن سرب ميدان التحرير. ولم يصنع أحداث قنا أذناب الحزب الوطني أو السلفيون أو... آخرين ، وقد يكونوا استغلوا الفرصة ولكنهم لم يكونوا مؤثرين ، وكما قامت ثورة 25 مايو علي أسباب وطنية اتفق عليها الشعب المصري ، فإن تلك الثورات الصغيرة اذا جاز لنا أن نسميها ثورة هي امتداد محلي لها .
لابد أن ينتبه المسئولون عن صناعة القرارات أنهم يديرون مجموعات ازمات خلفها النظام السابق ، ولابد من تطبيق القواعد الحاكمة ف إدارة الأزمة في كل قرار وبصفة في ونتائجة ، ومع أننا نلتمس كل العذر لقيادات المرحلة الحالية التي تجتهد وتحاول ، الا اننا نخشي أن يكون الأمر أكبر من قدراتها ، فالمشاعرالوطنية في مثل هذه الظروف وحدها لن تكفي ، ولكن القدرة والمهارة في ادارة الأزمات بجانب المشاعر الوطنية لاغني عنها.
اتركوا القوات المسلحة تقود القافلة لبرالأمان بمزيد من الثقة ؟
اتركوا القضاء يتعامل مع الفساد وتفرغوا لأداء أعمالكم ، وضعوا أهداف اقتصادية وتحدوا أنفسكم في أن تصلوا اليها .
والله علي ما أقول شهيد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق