الجمعة، 22 أبريل 2011

كيف يمكن اعادة برمجة عقلك البشري?? What is language programming for neurological?

كيف يمكن اعادة برمجة عقلك البشري??
What is language programming for neurological?
من كتاب تشغيل وصيانة العقول البشرية للد كتور محمد عبد الغني هلال


أن نقوم بالاتصال بأنفسنا، وننقل معارفنا وخبراتنا باستخدام وسيلتين:

الأولى...الجهاز العصبى وهو الذى يقوم باستقبال المؤثرات المختلفة ويترجمها فى العقل ويحولها إلى انتقالات وحركة.

الثانية ... وهى ما ننطق به من كلمات وجمل وعبارات لوصف شىء ما.

ويتكون لدى كل فرد برنامج خاص به؛ يحدد النمط المستخدم فى تقديم ردود الأفعال، هذا البرنامج مفتاح تكوينى لاستجابة الجهاز العصبى واللغات التى يستخدمها.

وكما هو معروف فإن الإنسان لا يقتصر على اللغة فى استخدامه للاتصال بنفسه أو بالآخرين؛ ولكنه يستخدم حركة الجسم Body language كما إنه يستخدم لغة البصر Eye contact.

والمقصود بالبرنامج الخاص بكل فرد هو تلك الاستجابات المتكررة والمتشابهة التى نصدرها لأنفسنا وللآخرين والمجتمع. ومجموع هذه الاستجابات للمواقف والأحداث المختلفة هو الذى يكون شخصية الإنسان.

والبرمجة اللغوية العصبية تعمل على ألا تكون استجابتنا نمطية وتلقائية، ولكن يجب أن تكون عملية الاتصال بأنفسنا والآخرين تحت سيطرة الإنسان.

وتتم عملية البرمجة اللغوية العصبية من خلال تطوير البرامج التفكيرية المستخدمة بصورة لا شعورية الآن، والتى كونها الفرد من خلال خبراته الشخصية المتراكمة واتصاله بالآخرين، وذلك عن طريق مراجعة الأنماط المستخدمة، والتعرف على أنماط التمييز فيها.

إن الإنسان يصدر بصورة تلقائية العديد من الاستجابات، وتعمل البرمجة اللغوية العصبية على أن يقوم الفرد بالتعرف على الطريقة التى يتأثر بها كى يصدر أفعاله. ويختار الطرق التى تعطى نتائج أفضل، ويعمل على التركيز على استخدامها والتخلى عن الطرق غير الصالحة أو التى تعطى نتائج غير مطلوبة.

وهذا يعنى أن البرمجة اللغوية العصبية تدفع الإنسان إلى أن يختار بارادته متى يريد النمط السلوكى المطلوب استخدامه لتحقيق التميز والتخلى عن الأنماط السلوكية اللاشعورية التى كان يستخدمها، ولا تحقق له هذا التميز.

وتتفق البرمجة اللغوية العصبية مع عمليات تشغيل وصيانة العقول البشرية فى أنهما يتجهان إلى العقل البشرى لإعادة تكوين البرامج التى يستخدمها العقل، مع التركيز على أن يجعل عقله دائمًا يتحرك بصورة إرادية من خلال استخدامه لتلك البرامج التى تحقق له التميز.

ولو شبهنا الدماغ بحاسبة إلكترونية بالغة التعقيد؛ فلابد له أن يوجه من قبل العقل؛ فالحاسبات الإلكترونية والعقل لابد من أن تبرمجها وتديرها قوة قادرة على الفهم المستقل.

والعقل هو الذى يركز الانتباه، ويعى ما يدور حوله. وهو الذى يستنبط ويتخذ القرارات الجديدة، وهو الذى يفهم ويتصرف كما لو كانت له طاقة خاصة. ويستطيع أن يتخذ القرارات وينفذها مستعينًا بآليات الدماغ. وهكذا فإن توقع العثور على العقل فى أحد أجزاء الدماغ، أو فى الدماغ كله أشبه بتوقع كون المبرمج جزءًا من الحاسبات الآلية.

ثانيًا… الإنسان يدير إمكاناته

Man manages his capabilities

يعيش الإنسان فترات طويلة من حياته سجين نفسه متوهمًا أن ما يفعله أو يقوم به يعبر عن إمكاناته وقدراته، ولا يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك.

ولكن من الذى يرسم حدود قوة وحركة الفرد؟

إنها نتاج عمليات التنشئة المختلفة، وصنع الإنسان لنفسه برنامجًا يتعايش به مع هذه الحدود بما تحمله من فرص وتهديدات له.

ومن خلال البرمجة اللغوية العصبية نحاول أن نجعل الإنسان قادرًا على إدارة نفسه بصورة أفضل، ولكى يتم ذلك لابد من مروره بمرحلتين:-

1. إعادة النظر فى الحدود التى يعيش محبوسًا فيها فكريًا.

2. توفير الوسائل والأدوات اللازمة لا لإدارة الفرص (القوة) فقط؛ بل وإدارة التهديدات (الضعف).

وتعمل البرمجة اللغوية للأعصاب على تحرير العقل الإنسانى من تلك الحدود المرسومة للفكر؛ بل وتساعده على التوسيع الدائم لهذه الحدود من خلال امتلاكه للأدوات (المعارف والمهارات والاتجاهات) التى تمكنه بطريقة إرادية (شعورية) من إجراء التغييرات المطلوبة.

لقد تعود الإنسان أن يعيش طويلاً مع الوسائل والطرق اللازمة لحل المشكلات، ولكن عليه الآن أن يستخدم ذلك البرنامج الذى يسعى من أجل تحقيق الأهداف الكبيرة، ويخرج الطرق والوسائل المستخدمة من شكلها النمطى وحدودها التقليدية.

وأصبح من غير المقبول أن يستنفد الإنسان طاقته ويجهد فكره فى الدراسة والتحليل، ولكن عليه أن يوجه جزءًا من هذه الطاقة إلى البحث عن الحلول والبدائل المختلفة لاختيار المناسب منها.

إن البرنامج الجديد المطلوب لعقل الإنسان هو استهداف حل المشكلات وليس البقاء فيها.

وتعمل البرمجة اللغوية العصبية على مساعدة الإنسان -من خلال البرمجة الحديثة للعقل البشرى- على استدعاء القدرات الطبيعية للإنسان للتعلم بشكل دائم، وليس لقدرة عمرية معينة؛ بحيث يضمن استمرارية تنمية النفس.

ويتطلب ذلك عند صناعة برامج التفكير العقلى الحديثة توفير الدافع لمزيد من التعلم واكتساب الخبرات.

ويمكن القول إن منهج البرمجة اللغوية العصبية لا يعمل ضد الطبيعة البشرية لأنه لا يعمل بمعزل عن خبرة الإنسان السابقة، ولكنه يعمل فى نفس الوقت على مساعدة الإنسان على تحقيق الأفضل مما هو عليه الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق