الأحد، 20 مارس 2011

الجزء الثاني من العشوائيا والإعتماد علي النفس

ماذا الإعتماد على النفس كإسلوب للتنمية؟
Self-help as a social development technique
الجزء الثاني

من الضروري أن تكون هناك قناعة حقيقية لدى أصحاب القرار أو المخططين لبرامج التنمية و المسئولين عن إدارتها أن الإعتماد على النفس لا يجب أن يكون نتاج صدفة أو تقليد ، و لكن يجب أن يكون هناك إتجاه يُركز على أهمية وقدرة الأفراد و المجتمعات على تحديد إحتياجاتهم . فعملية التنمية من هذا المفهوم سوف يكون عليها أن تواجه الإتجاهات الأخرى التي ترفض و لا تؤمن بأن يعتمد الناس على أنفسهم و يأخذوا زمام المبادرة بأيديهم .ورغم تعدد التجارب و البرامج الحالية في مجال تنمية الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات ،إلا أن حصيلة هذه الخبرات مازالت غير واضحة ، حيث تحاول كل جهة أن تُثبت أو تؤكد صحة المنهج الذي تتبعه و لكن الدراسات و البحوث التقميمية التي تجريها هذه الجهات مازالت محبطة و غير مشجعة .ففي بعض المناطق حيث تتم الدراسة للمقارنة بين منطقتين متجاورتين ، قامت إحدى الهيئات العاملة في مجال التنمية بتقديم العون المادي و الفني لإحداها بهدف الإسراع بخطى التنمية ، و لم تحصل الأخرى على أي دعم أو مساعدة .و مع أن نتائج الجهود المبذولة من الهيئة التي قدمت المساعدة الفنية و المادية كانت جيدة إلا أنها كانت دائماً مهددة بصعوبة الإستمرار ، بل البعض كان يتوقع تدهور أحوال المنطقة التي حظيت بالعون المادي بعد انتهاء فترة تقديم هذا العون . وفي الجانب الآخر ومع الاعتراف ببطء عملية النمو في المنطقة التي لم تحصل على مساعدة إلا أنه لوحظ تنامي الجهود الذاتية والتطوعية لديها .
ولاشك أن الإعتماد على النفس يمكن أن يكون هدفاً في بداية عمليات التنمية ، حيث يكون السعي لتأكيد و تعميق هذا المفهوم ( مع كل ما يمثله من صعوبة ) هو البداية القوية و الصحيحة للتنمية ، حيث يمكننا ضمان الإستمرارية و تعميق روح التطوع و التعاون والتفجير الأمثل للطاقات البشرية بجانب حراسة المكاسب و المميزات التي صنعوها بأنفسهم و الدفاع عنها .و التركيز على استثمار ما منحه الخالق من إمكانات عقلية و روحية وجسدية للبشر لا شك أنه سوف يكون الأقوى من حيث العائد الأمثل و المستمر ،و هو ما يتحقق من خلال تبني قيمة الإعتماد على النفس .
و يلعب الإعتماد على النفس دوراً كبيراً في المساعدة على توليد مجموعة من الأفكار الجديدة و المناسبة و تعميقها بالممارسات في مجالات الأنشطة الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية مما يعني و جود قوى بشرية ذات رباط وثيق بتجاربها و تطورها بشكل يتناسب مع إمكاناتها و قدراتها و طموحاتها و تزيد من روح المباداة و الإقدام والعمل المشترك وتزيد أيضاً من إعتزازها بكرامتها .

والي اللقاء في الجزء الثالث
د.محمد عبد الغني هلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق