الأحد، 13 فبراير 2011

ادارة التغيير واستثمار ثورة الشباب -د.محمد عبد الغني حسن هلال

ادارة التغيير واستثمار ثورة الشباب

الجزء الأول

نستطيع ان نتصور ان شعبنا العظيم كان يركب باخرة واحدة كانت متعرضة للخطر وأتحد وأتفق كل من علي هذه السفينة بكل أطيافاهم وأتجاهاتهم وخلافاتهم علي العمل بكل قوة علي انقاذ السفينة من الغرق وتطلب ذلك أن يتعاون الجميع من أجل الوصول ، وتحمل الشباب علي ظهر السفينة العبأ الأكبر في ذلك بل أن بعضهم قد أستشهد وهو يسعي لذلك ، ولكن بمجرد أن وصلت السفينة لبر الأمان احتفل الجميع بذلك بينما كان هناك البعض حاول البعض منهم أن ينسب قيادة السفينة لبر الامان لنفسه ، وتنبه الجميع الي أنهم لابد من عوتهم للباخرة واستئناف رحلتهم للوصول الي ارض السلام الدائم التي تركوها منذ زمن بعيد ودارات المناقشات من يقود الباخرة أثناء لبحارها الي بر الأمان ، ولم يكن امامهم خيار الا أن يستعينوا بالذين لديهم ولو بعض الخبرة في مثل هذه الظروف الإستثنائية ، وهو مارفضه البعض وقرر ان يستمر في مكانه لأنه يريد ضمانات عند الوصول الي ارض السلام ، وأنهم سوف يكون لهم الدور الأكبر في ادارة ارض السلام .

ومع أن البعض نبه أن الأرض التي سوف نصل اليها بعد أن هجرناها لفترة طويلة وتحتاج الي خبرات وكفاءات متميزة ولكن هناك أصوات وتحركات أقوي من البعض الاخر الذي بدأ يحاول فرض أفكارة واتجاهاته ويسوقها للآخرين . وتحت ضغط الأغلبية اَضطر المعارضون ان يركبوا السفينة وهم يلوحون ويهددون ، كما حاول البعض الآخر الذي ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في انحراف السفينة وعرضها للخطر أن يعيد تشكيل موقفة من خلال الكذب والنفاق لكي يلعب دوراً عند العودة لأرض السلام .

وسوف نكمل الموضوع في الجزء الثاني.

دكتور محمد عبد الغني حسن هلال

ادارة التغيير واستثمار ثورة الشباب

الجزء الثاني

تتطلب أدارة التغيير أن يعمل الشباب غير المصنف سياسياً أن يعيد فلترة نفسه لأن ظهورهم علي أجهزة الأعلام أوضح ان من بينهم من لايحمل صفاتهم وأخلاصهم .

ومن الأهمية أن يضع هذا الشباب لنفسة دستوراً يوضح اتجاهاته وتوجهاته وأهدافة ورؤيته المستقبلية ، ويحدد المعايير والمؤشرات التي يستطيع من خلالها جذب قوي شبابية اضافية وفي نفس يستطيع من خلالها ابعاد قوي مغرضة تعيش بينهم دون أن تعلن عن نفسها صراحة.

واعتقد ان المقترحات التي يمكن تقديمها لتكوين دستور لأي كيان مؤسسي يسعي شباب الثورة الجديدة لتكوينه هو :

§ حرية التفكير والتعبير السلمي والإدارة الديمقراطية.

§ قبول الآخر مهما كان الأختلاف في الشكل أو المضمون معه .

§ الوسطية والإعتدال في التفكير .

§ قبول النقد للنفس والاخر واعتماد الحوار كلغة رئيسية للتفاوض والتفاهم .

§ السعي الي المؤسسية والجماعية في ادارة شئون المجتمع ورفض كل الإتجاهات الفردية

§ التركيز علي البشر في التنمية والتطوير والتحديث الدائم في أتجاه صناعات كيانات مادية ومعنوية قوية .

وربما تمثل العناصر السابقة الحد الأدني الذي يمكن الأضافة اليه .

وفي نفس الوقت يجب أن يدرك هذا الباب ان الأخلاص والحماس والوطنية كلها عوامل رئيسية للعمل ، ولكنه تحتاج بجانبها الي التدريب لصقل خبرات هذا الشباب والعمل علي سرعة النضوج لمواجهة الأمور القادمة بقدر اكبر من العقلانية وبقدر أقل من العاطفة.

وكما يبدو أن الجيل السابق والذي عجز عن الفعل ليس لدية الجديد من الخبرة في هذا المجال لكي يقدمه لهم ، فكما نجح الشباب في ترويض التكنولوجيا لخدمة أهدافة وهو ما عجزت القيادات السياسية التقليدية السابقة والتي سقطت بفعل الأحداث أن تستوعبه ، يمكن للشباب أن يقدم الأفكار الجديدة لإدارة مراحل اتطوير القادمة . ولكن في نفس الوقت يجب أن مقومات إدارة الثورة تختلف لحد ما عن ادارة الثورة ، فالثورة تتحرك بسرعة وتتحمل الكثير مادياً وبشرياً لإنجاذ أهدافها ، وغالباً ماتعتمد الثورات علي تحريك العواطف وتأجيجها كسلاح رئيسي في تحريك الجماهير ، ولكن في بناء المجتمع والعمل في مجالات التنمية يكون للتفكير العقلاني الدور الأكبر في ادارة الأمور .

ويجب إدراك أن خبرات الآخرين الذي حققوا التقدم في العالم الحديث قد أعتمدوا علي القوي والموارد البشرية ، وهو مايجعلنا قلقين بشدة علي بلدنا حيث أهملت تنمية الموارد البشرية في الفترات الماضية ، ويشمل ذلك فشل كل البرامج التي كانت تتعامل مع التنمية البشرية المجتمعية مثل محو الأمية وتنظيم الأسرة ، ونظم التعليم والرعاية الصحية ومحاربة الجوع والفقر ، وايجاد فرص العمل بل أن هناك من النتائج المعاكسة نتيجة تدهور برامج التنمية البشرية مثل انتشار الفساد وتغيير نوعية الجريمة والإنحرافات اناتجة عن الحرمان وغياب القيم والمثل الأعلي .

لقد جربت مصر منذ عصر محمد علي ومرورا بالعصور التالية وحتي الآن الإعتماد علي تطوير وتحديث المعدات والآلات واستخدام التكنولوجيا الحديثة ، في الوقت الذي أهمل فيه المورد البشري ، بل كان التعامل مع المورد البشري من خلال اساليب القهر والذل والخنوع مما اثار الكثير من التساؤلات عن الشخصية المصرية التي غابت لفترة طويلة عن طبيعتها عربياً وعالمياً.

واذا كانت ثورة الأتصالات قد سمحت لمجموعة من الشباب من خلال التواصل مع الثقافات والخبرات العربية والعالمية الأخري والتي كانت من نتائجه ثورة الشباب في 25 يناير ، فيجب إلا ننسي أن التوصل والإستمرار في هذا المجال لايمكن ان يستخدم بعشوائية في تحقيق النمو والتقدم وبصفة خاصة في مجال تنمية الموارد البشرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق