الأربعاء، 16 فبراير 2011

التغذية العكسية - د.محمد عبد الغني هلال

D.moh.abdel Ghany
قصة قصيرة
قرر الأمبراطور بناء جسر يربط العاصمة بالريف، ورصد له ميزانية ضخمة، وبدأ العمل فى بناء الجسر. سرعان ما بدأت السرقات تتزايد أثناء البناء، وعندما انتهى العمل كانت ميزانية الجسر قد تسرب نصفها لجيوب المنتفعين، أما الجسر فقد أوشك على الانهيار.
سمع الإمبراطور شائعات كثيرة عن الجسر فطلب عنه تقريرًا من رئيس الوزراء.
كلف رئيس الوزراء أحد الوزراء بعمل التقرير، وكلف الوزير مسئولاً كبيرًا بجهاز الأمن لإعداد التقرير، وعهدالمسئول الأمني الكبير إلى ضابط صغير بمهمة كتابته.
كان الضابط الصغير أمينا فكتب الحقيقة وقال: (إن الجسر يتأرجح، وأن أجزاء منه تسقط، وأن الفلاحين يعبرون الجسر جريًا خوفًا من انهيار الجسر).
ذهب الضابط الصغير إلى رئيسه بالتقرير فقرأه ووضعه جانبًا وقال: (هذا كلام يصعب على الإمبراطور سماعه، خفف التقرير قليلاً ولا تكن متشائمًا إلى هذا الحد).
عاد الضابط الصغير ليكتب من جديد تقريرًا مخففًا وقال: (إن الجسر يتمايل قليلاً رغم ثباته، وهناك ثقوب يخشى منها على المارة رغم أن أحدا لم يسقط)، وذهب بالتقرير لرئيسه؛ فذهب به إلى الوزير؛ فقال الوزير: (ما هذا الكلام، إن جلالة الإمبراطور مهتم بهذا الجسر والتقرير يوحى بالتشاؤم، خففوا التقرير).
عاد الضابط الصغير للكتابة كرة ثالثة، وأعاده إلى رئيسه الذى سلمه للوزير، ومنه إلى رئيس الوزراء؛ ولكن رئيس الوزراء طالب بالتخفيف مرة أخرى.
عاد التقرير للضابط الصغير فأعاد الكتابة للمرة الأخيرة وقال فيه: (إن الجسر يتمايل مع النسيم العليل يمينًا ويسارًا لكى يستمتع المارة بالهواء الذى يهب من كل الاتجاهات، أما الثغرات التى حدثت بالجسر فكانت فرصة طيبة لمن يريد أن يستحم فى مياه النهر وهو يعبر الجسر)، ورفع التقرير للإمبراطور فقرأه بسعادة بالغة، وقرر زيارة وافتتاح الجسر.
حيـن ذهب الإمبراطور لزيارة الجســر لم يجــده؛ فسأل الفلاحيــن أين ذهــب الجسر، فأشاروا إلى قاع النهر.
انتهت القصة.

نظم التغذية العكسية
التقييم الوارد من 360 زاوية
ملابس جديدة للإمبراطور :

يعتقد الإمبراطور أن الأتباع لا يفقهون شيئاً عن القيادة وأسرارها .وهو يري أنه من العبث أن يطلب من أتباعه تقييم أسلوبه فى القيادة والحكم وذات مرة خرج الإمبراطور على إتباعه وسألهم : " ما رأيكم فى الملابس التى أرتديتها؟ " فأجابوا : " إنها رائعة ! " ، ولكنه فى الحقيقة لم يكن يرتدي أية ملابس بالمرة لكن الأتباع لم يجرءوا على رفع أنظارهم إلى الإمبراطور ليروا الحقيقة وهكذا ظل الإمبراطور عارياً ، دون مشورة صالحة ، وظل الأتباع عميان ، بدون إمبراطور مستور .
تهدف هذه الخلاصة إلى تزويد الإمبراطور بملابس حقيقية । كما إنها ستساعده على أن يري نفسه من خلال أعين الأتباع . وتساعد الأتباع على أن يروا الواقع ويساهموا فى تطويره وتغييره .
دكتور محمد عبد الغني حسن هلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق